18 ديسمبر، 2024 8:41 م

“نوار” يضيء عمرا حافلا من الالفة الروسية العراقية!

“نوار” يضيء عمرا حافلا من الالفة الروسية العراقية!

انها المرة الاولى، ربما، حين تمنح جائزة عراقية، لشخصية روسية، ليس لانه سياسي، رفيع المستوى، وإنما لانه يتقن اللغة العربية.
انطلقت المبادرة من عميد كلية اللغات الأجنبية في جامعة بغداد سابقا، ضياء نافع،المهوس بالثقافة، واللغة والأدب في روسيا،وتخرج من تحت لسانه، وعلى منعطفات قلمه، مئات العراقيين الشغوفين باللغة الروسية وآدابها.
تحمل الجائزة اسم ” نوار” طبيب العيون ، الراحل عن عمر تجاوز الأربعين بقليل؛ دون ان يترك وصية؛لانه لم يتخيل موتا يعاجله في فراش الغربتين .
الغربة عن بغداد التي ترعرع صبيا في حارتها.
والغربة عن موسكو التي تخرج في معاهدها.
مات نوار في بلد اوربي، بالسكتة القلبية فجاة.
لا عزاء لوالديه ، استاذ الأدب الروسي ضياء نافع، والمترجمة والباحثة فالنتينا غاليتسينا غير تخليد اسم ” نوار” في جائزة تمنح لمن يعزز العلاقات الثقافية بين وطن تفتق عن بوشكين وغوغول وتولستوي ودستيوفيسكي وتشيخوف، وليرمنتوف.
وأرض رفدت السياب والجواهري وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي ولميعة عباس عمارة.
لاتتسع عيون المها لاحتواء الاف المبدعين الخالدين في روسيا والعراق؛ بيد ان “دار نوار” للنشر؛ تتنطع لان تغطي في الأقل جزءا يسيرا من النتاجات الثقافية في روسيا والعراق، بعد عقود عجاف من انقطاع التبادل الإبداعي وإغلاق دور الترجمة والنشر في روسيا ما بعد الحقبة السوفيتية.
لم يجد ضياء، وفالنتينا، أفضل ” ثواب” لتخليد وحيدهما الراحل في غير
اجله؛غير إطلاق جائزة باسمه.

“نوار” نطفة في العلاقة الروسية العراقية، وعلقة في الذاكرة المكلومة لبلدين تعرضا على مدى قرون لشتى الانتهاكات والعسف والعنف؛ وبقيت الكلمة حية ساطعة في جوانح ابنائهما، جيلا بعد جيل وفِي احلك عهود القمع والطغيان.

طرزت جائزة” نوار” في طبعتها الاولى، صدر الدبلوماسي الروسي اللامع، المستعرب الصديق ميخائيل بوغدانوف بميدالية ذهبية . وأقيم الحفل نهار الجمعة المصادف 28/9/2018 في السفارة العراقية بالعاصمة الروسية، بحضور غير مسبوق لوسائل اعلام روسية وعربية، ورهط من الضيوف بينهم سفراء عدد مُلفت من الدول العربية المعتمدين في روسيا الاتحادية.