23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

نواب في المزاد العلني..و( كتلة البرتقالة) , و( تجمع العراة الوطني)!!

نواب في المزاد العلني..و( كتلة البرتقالة) , و( تجمع العراة الوطني)!!

الغرائب والعجائب في بلد إسمه العراق، تحولت الى حالات طبيعية ، لم تعد تثير الانتباه، ولا تدخل في جوانب ( الإثارة ) ، أو ( الغرابة ) ، وكلما حاولت إستمالة القاريء أو المتتبع لما تكتب، وجدت نفسك انك متأخرا كثيرا لما يظهر من ممارسات ديمقراطية حديثة جلبنها ( دلالات  وملايات ) على مستوى رفيع ، بعد ان انتشرت مؤخرا مظاهر (بيع الأصوات ) من قبل نواب في ( المزاد العلني ) على غرار ما تفعله بعض ( بائعات الهوى ) في النوادي الليلية ، والبعض الآخر يدخل في مرحلة ( زواج متعة ) مع من كان يشهر بوجهه الملفات  أو يقسم بأغلظ الايمان انه لن ينضم الى جوقة المعارضين للولاية الثالثة، أما من دخلوا في ” زواج كاثوليكي ” فيعني ان الأمور إستعصت على الحل ودخل العراق في النفق المظلم!!
ولأغراض لفت أنظار الجمهور لتجمعاتهم السياسية وتحالفاهم ، فقد إتخذ  كل واحد منهم عنوانا يتلائم والعهد الديمقراطي الجديد، فأحدهم شكل ( كتلة البرتقالة ) وآخر ( كتلة حلال المشاكل ) وآخرون إنضموا تحت لواء ( تجمع العراة  الوطني) والاخر إنضم الى ( تجمع باقلاء الحويجة ) والاخر شكل ( صالون الملا الجديد )، وبعضهم رجال قانون وسياسة على مستوى ( رفيع ) وكتلة أخرى تطلق على نفسها ( بعران الصحراء ) ، وهي مختصة كما يبدو بـ ( حل أزمة الأنبار ) ، وآخرون أسسوا ( كتلة اللقافة )، لكن العظمة الكبيرة ستكون من نصيب ( عصائب القتل على الهوية ) ، ومثل هذه التحالفات ستعود على العراق، بـ ( فوائد جمة ) ، إذ سيكون بوسع الراغبين بالانضمام الى ( نادي العراة ) ان يتم تخفيض ( الإشتراك ) في النادي، ومنحهم ( إمتيازات ) مثل ( حق التعري ) في الاماكن العامة ، ودخول بورصة ( النكاسة ) أو ( النخاسة ) لافرق بين المصطلحين اللغوي والسياسي ، أجل فقد دخلوها من أوسع أبوابها!! 
ويقول مهتمون بشؤون الرأي العام في العراق انه حتى ( بائعات الهوى ) كان لهن قيم يحافظن عليها، أحيانا منها ان لايتعرين في الشوارع أو في الاماكن العامة، وتقتصر حالات الخلاعة داخل ( الصالونات الحمراء ) يراقصن السياسيين وأصحاب الملايين ، ثم يتعرين أمامهم، والبعض ينزع ( عمامته ) والآخر ( غترته ) أو ( صدارته ) ( أما ( الصلعان ) مع إعتذارنا لهم ، فهم لايحتاجون الى جهد كبير ليراقصوا  بنات الهوى في علب الليل، أما بعض نوابنا وسياسيينا، فقد فاق ( بنات الهوى ) في  ( فن الخلاعة ) وراح البعض يتعرى في الشوارع والفنادق الضخمة وامام أنظار العامة، والناس تتفرج على عوراته، وهو يقهق ، مع جوقته الموسيقية التي إستأجرها معه، لينضم الى ( نادي العراة ) على غرار ما يجري في بعض دول العالم الغربي ( المتحضرة ) كثيرا ، فقد إستفادوا من تجربة زياراتهم واقاماتهم في الخارج لفترات طويلة في جلب ( تجربة ديمقراطية ) فريدة من نوعها، يكون فيها ( نزع الملابس ) مجانيا ، وأمام أنطار الجمهور، حتى يظهر على حقيقته كما هي، ويدخل مرحلة ( الشفافية الثورية ) التي تتطلبها العملية الديمقراطية ، فكلما كانت الملابس التي يراديها ( شفافة ) وعورته ظاهرة للعيان يكون نصيبه في مواد الوظائف والمناصب أكبر ، وحسب ما يقدمه من ( تنازالات ) وبورصة المناصب تباع وتشترى، كما تبيع بنات الهوى أنفسهن داخل الصاونات الحمراء وفي الفنادق الراقية ، وهناك تلاق وتشابه في الرؤى من بين الراقصة والسياسي ، بل , ( زواج متعة ) إنتشر كثيرا هذه الأيام في أروقة صولونات السياسة عفوا في ( صالونات الدعارة )، وصلات وطيدة تجمع بينها، لكن الأمر الغريب والعجيب هي ان ( بنات الهوى ) يحاولن قدر امكانهن ان لايتعرين أمام الجمهور، لكن سياسيينا ونوابنا ( الكرام ) فاقوا من يرتادين ( علب الليل ) في تقديم العروض السخية في التعري، وفي مراقصة من يهوون الغزل والرقص معهم ، وهذه المرة مع سياسيين كبار لهم شأن في السلطة والمال، وكلما كانت ( تسعيرة  النائب ) كبيرة ، وقدم نفسه على انه القادر على اللعب على الحبال واستدراج الاخرين الى ( جوقة التعري ) يكون حظه أفضل في أن تجد عروضه قبولا من ( مانحي المناصب ) وحسب الطلب، ونوع ( الوزارة ) أو ( المنصب الرفيع ) الذي يتمنى ان يبلغ به مراده، أما جمهوره ومن ورطهم في انتخابه فليذهبوا الى الجحيم، بل ربما يلعن ( اليوم الأسود ) الذي إدعى المطالبة بحقهم، لكن مع هذا يقول مع نفسه انه بفضل الكثير من ( القشامر ) وبعض من اغريتهم بالمال والوظائف فقد حصلت على مبتغاي ، بأن أصبحت  ( نائبا ) أو سأصبح ( وزيرا ) وأقدم قرابين الطاعة والولاء على طبق من ذهب، أما مطالبه فقد تم تحقيقها وذهبت سيئاته وقد شطبت كل السجلات القديمة عليه بأنه كان مطلوبا للعدالة أو دخل ضمن قائمة ( 4 إرهاب ) والان هو بريء ، بعد ان قدم ( تنازلات) كبيرة لمجرد تحقيق رغبته بأن يكون مسؤولا عن وزارة أو تحال اليه ( مناقصات المناصب الرفيعة ) .. ويصبح ( حرا طليقا ) ، كما خلقه الله، بلا نقيصة او شائبة عليه.
والمضحك أو المبكي او ممن دخل مزادات ( البيع  العلني ) وبالجملة ، لجمهوره ، انه يدعي الدفاع عن ( أهله وربعه وناسه ) وسيحقق لهم ( المعجزات ) بأن يورط ( البعض منهم ) في ان تطأ قدمه ( كباريهات السياسة ) ، وينزع ( البعض ) مع (النازعين )، وكيف لا وهؤلاء السارقين لقوت شعبهم هم من  أؤلئك الذين نزلت عليهم الثروة من السماء ، بعد ان انهالت عليهم الأموال من كل حدب وصوب، وهم يحتارون أين يضعون تلك الأموال، إذ انه حتى بنوك الغرب والدول المجاورة لم تعد تستوعب كما يبدو كل تلك المليارات التي إكتنزوها من السحت الحرام ومن أموال العراقيين التي ذهبت ضحية فساد إداري لم يشهد له التاريخ مثيلا في هول ما حدث من صفقات فساد ، فاقت كل التصورات، ولم تعد حتى بنوك المنطقة والغرب بقادرة على كشف عمليات التلاعب وغسيل الاموال التي تجري بخبرات غريبة عجيبة، وتتدفق اموال العراق الى خارجه، وملايين العراقيين لايجدون درهما يسدون به رمقهم او مسكنا يليق ببني آدم يستر به عوائلهم أو يستر عوراتهم ، بعدما داست عليهم الاقدار اللعينة، وحولت الكثير من أهل العراق الى متسولين واصحاب عصابات تقتل وتسرق في وضح النهار، بسبب تعاظم حالات الفقر حتى وصلت حد العظم من هول ما مر على العراقيين من محن وكوارث ونكبات وحروب وقتالات واعمال ارهاب وتخريب تشمئز منها النفوس.
واذا كان العراق على هذه الشاكلة ان يضحك عليه ( عهرة السياسة ) ومن باعوا ضميرهم ووجدانهم وداسوا على كرامات شعبهم، فماذا ننتظر منهم غير حكومة يفصلونها على هواهم وامزجتهم ومقاسهم ، ما داموا قد ارتضوا ان يجدوا بينهم بعض هؤلاء (الساقطين ) ممن يقدمون لهم الطاعة والولاء، ويبيعون ثروات العراق في سوق النخاسة ولتبقى حزائن العراق خاوية ، بلا موازنات أو خطط، وكيف يخططون لمستقبل بلد وقد باعوه في سوق النخاسة بثمن بخس!!