19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

نواب الشعب .. هكذا رايتهم !

نواب الشعب .. هكذا رايتهم !

من مفردات احاديث الناس في عراقنا في السنين العجاف التي مرّت لا تَسُّر ، فهي في العموم تدعوا الى الحزن والالم ، ففلان العزيز شهيد والأخ الشقيق جريح وآخر مهجَّر في المخيمات والملايين من الارامل واليتامى والامهات الثكالى بفقد الاحبة .. آلاف العوائل الفقيرة تسكن العشوائيات واُخرى تفقد المعين وتعيش على صدقات المحسنين .. الكثير من النساء والصبية نراهم في مكبات النفايات يسترزقون منها .. الكثير من الخريجين عاطلين عن العمل وأحسن حال من هو يعيش الكفاف على راتب الرعاية الاجتماعية الذي لايساوي شيئاً امام مرتبات البرلمان والحكومة .. امام هذه اللوحة التراجيدية المحزنة ترى النعمة والسرور بادية على وجوه النواب ، فهم في وادي والشعب في وادي ، والأنكى تراهم يضحكون ويتابدلون احاديث سفراتهم والنعمة التي هطلت عليهم ، فهمهم أنفسهم ومشاريعهم الخاصة ، وكانهم يمثلون شعب آخر وليس شعب منكوب بالارهاب والازمات المالية والمعاشية ، فالمريض فقير الحال لايجد سوى المشفى الحكومي الذي يفتقد للدواء وان ابتلي بمرض يحتاج الى عملية جراحية فله خياراً واحد هو الصراع مع الالم بانتضار فرج الموت !
لاأدري من اي طينة هؤلاء الناس تحت قبة البرلمان الم يشعروا بمكابدات والام من أجلسهم على كراسي النعمة وغسل وجوههم البائسة قبل ان يصبحوا نواباً ..
وختاماً كم نائب كان حاضراً في سوح الجهاد مع داعش او تفقَّدَ حال الناس الفقراء  او مخيمات المهجرين  .. كم منهم بادر الى خفض راتبه ومميزات منصبه الفلكية وهو يسمع بحال الملايين البائسة ؟
والطامة الكبرى مناكفات بعضهم مع البعض  الاخر اثناء الاستجوابات على ندرتها او في تشريع القوانين المعطلة او محاسبة اللصوص والفاسدين في الحكومة .. كل شيء في توجهاتهم وحركتهم يسير على الضد من مصالح الشعب !
نرى في برلمانات التي تضم اوادم تحت قبتها  عراك بالايدي وقد يصل الى ماهو اعنف من ذاك بين المعارضة ونواب الحكومة لأجل إقرار قانون في مصلحة الناس او محاسبة فاسد او نرى الرئيس الفلاني ( الكافر ) عند اهل اللحى من نوابنا او الوزير من دولة كافرة يتنازل عن مرتباته او يخفضها الى اقل من القليل ( الرئيس موخيكا البركواني ) نموذجاً وكذا الرئيس السابق لإيران نجاد وغيرهم كثير !
لك الله ياعراق الضيم
والى ( نواب الشعب ) اذكرهم بقول الله عزوجل :
{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ

وتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }
المهندس حسن احمد