لم تدخر المرجعية الدينية في النجف الأشرف جهدها، وبذلت وسعها، لتضع النقاط على الحروف، وتعطي الحلول لكل مشاكل العراق، وكانت بتوجيهاتها سواء ببياناتها المكتوبة، أو لقاءتها مع المسؤولين -سابقا- أم من خلال خطب الجمعة، كانت ترسم صورة واضحة، لكل من يريد أن يوصل البلد إلى بر الأمان، ويديره بالشكل الأمثل. مثلت خطب الجمعة -إضافة الى ما تمثله من عمق تعبدي- نقلة نوعية في تعاطي المرجعية مع الأحداث السياسية والأمنية والإقتصادية في البلد، وكانت الخطب التي يلقيها ممثلي سماحة السيد في كربلاء, السيد احمد الصافي والشيخ الكربلائي, تصب في خانة العون والنصح للمتصدين في هذا البلد. سايرت المرجعية الدينية الأحداث العراقية, خطوة بخطوة, ونصحت الساسة مرار وتكرارا, بأن يكون همهم الوطني أكبر من همهم في الحفاظ على مكتسبات إحزابهم، ومنافعهم الشخصية. ومع تصاعد أحداث التظاهرات، طلبت المرجعية من القائمين على إدارة البلد، بالإسراع بتنفيذ مطالب المتظاهرين، ومكافحة الفساد، والترهل الإداري، ومحاسبة رؤوس الفاسدين، وأكدت المرجعية على المتصدين أن لا ينجروا للمهاترات، بل عليهم العمل الدؤوب لوضع المعالجات، لأن عدم الإستجابة للمطالب سيفضي إلى الندم، ولات حين مناص. قابل المتصدون لإدارة البلد، توجيهات المرحعية ونصحها بحالة غريبة من النكران، وكأنهم صمّوا عن سماع نصائحها، وعموا عما يحدث في العراق، عندها كررت المرجعية نصحها الأخير، وهي تجرع مرارة النكران، لتقول لهم “بحت أصواتنا” وأنتم ساكتون، لتتوقف بعدها المرجعية عن طرح الشأن السياسي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة. توقف المرجعية عن تناول الشأن السياسي، خلال الخطبة، لم يجعلها تنأى بنفسها عن ما يدور في البلد، فمن جانب جعلت الخطبة الثانية، للتذكير بطريقة أمير المؤمنين عليه السلام في إدارة الحكم، لمن إدعى إنه موالي لعلي، جعلت الجانب الثاني للتدخل المباشر، وطرح مثالب المتصدين، وتذكيرهم بواجباتهم، من خلال الخطب التي يلقيها ممثليها، في كل حفل أو مناسبة تقام في كربلاء. خلال إفتتاح الشباك الطاهر لأبي الفضل عليه السلام، أكد السيد احمد الصافي، الحقيقة المرة للمتصدين، حيث ذكر إن المتصدين ورغم النصائح التي قدمتها المرجعية لهم، إلا إنهم اداروا ظهورهم لهذا النصح ” وأصبحوا وأضحوا وأمسوا، يستجدون النصح من غير إهلها، يستجدون النصح عند غير اهلها من هنا وهناك، تاركين العين الصافية عند عليِّ. ودعا ممثل المرجعية أيضا، الحكومة إلى الأعتماد على الكفاءات العراقية، وإستثمارها في تجاوز الأزمات، وعدم الإستخفاف بهذا الأمر، مؤكدا مرة أخرى، إن المتصدين يغطون في سبات عن كل نصح، حيث قال سماحته ” إن ثقتنا بطاقاتنا وكفاءآتنا، كفيلة بأن تخرج البلد من أزماته، لو أحسن المتصدون إدارة هذه الطاقات، لكنهم في سبات عميق”