17 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

نهضة ” النهضه ” .!

نهضة ” النهضه ” .!

قطعاً انها ليست ” ساحة النهضة ! ” , وقطعاً ايضا انها ليست ” صحيفة النهضة ” المنقرضة التي كانت عائدة للسيد عدنان الباججي , والتي استغرق عمرها بضعة سنواتٍ قلائل بعد الاحتلال . وبعد هذا الترطيب النسبي للأجواء عبرَ الكلمات , نُشيدُ هنا بأكبارٍ وتقدير بِ < حركة النهضة التونسية الأسلامية > في اعلانها عن تخلّيها عن العمل الدعوي ” مع تحفظنا على مفردة دعوي اينما وحيثما جرى استخدامها ! ” , والمقصود هنا عن ممارسة < الأسلام السياسيي > وتسييس الدين .” حركة النهضة ” اعلنت رسمياً بتفرّغها للعمل كحزب سياسي مجرّد وبعيد عن كلّ الإعتبارات الدينية , وهي اعرق حركة دينية – سياسية واسعة النطاق في تونس , وكان تأسيسها منذ اواسط القرن الماضي , ولم يتم الأعتراف رسميا بها إلاّ في آذار مارس 2011 من قِبل حكومة ” محمد الغنوشي 2 ” المؤقتة بعد مغادرة الرئيس السابق ” زين العابدين بن علي ” إثر اندلاع الثورة التونسية في عام 2010 .وتعتبر حركة النهضة من اهم الاحزاب السياسية في تونس في الفترة ما بين 2011 – 2014 حيث كانت الطرف الرئيسي في الحكم عبر التحاف مع ” حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ” والثاني ” التكتّل الديمقراطي ” , ومن الملفت للنظر أنّه وبرغم فوز الحركة بالمرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية في سنة 2014 إلاّ انها لم ترشّح أيّاً من قادتها وكوادرها في الأنتخابات الرئاسية .رئيس الحركة ” كما ” معروف هو المفكّر الأسلامي المعروف ” راشد الغنّوشي ” الذي يتمتّع بثقافة سياسية ودينية عالية في الوطن العربي , وهو من ابرز الشخصيات العربية ممن لعبوا دورا بارزا في القضية الفلسطينية , وللغنوشي شهرة عالية من خلال مؤلفاته وخطابه المعتدل وابتعاده عن التطرف الديني , وله مئات المحاضرات والمناظرات في العديد من جامعات العالم .  النقطة الستراتيجية والموضوعية لتخلّي ” حركة النهضة ” عن ممارسة الأسلام السياسي , لا تكمن في تخلّيها عن ايديولوجيتها ومبادئها , إنّما ادراكها أنّ المجتمع التونسي لا يتقبّل سوى الحياة المدنية وفصل الدين عن السياسة بالكامل والمطلق . وموقف الحركة الجديد يشكّل ضربةً لأية تنظيمات دينية متطرفة غدت محسوبة على الإرهاب في كلّ الرؤى العربية والعالمية .نتمنى وندعو أن أن تحذو كافة الحركات والتنظيمات الدينية في الدول العربية بما قامت به ” النهضة التونسية ” وتخليص أمة العرب من الإقتتال الداخلي والولوج في عباءة الإرهاب , بالرغم من شكوكنا الكبيرة في ذلك إذ هو مخططٌ دولي في إشعال الحرائق في الشرق الأوسط عبر الدين والمذاهب والتمويل المفتوح .!

أحدث المقالات