لم يبق لدينا ما يستحق الصبر لأجله, لا شيء يعجبنا في ادميتنا, لا جوعنا لا عرينا لا ترمل نسائنا لا عوق شبابنا لا يتم اطفالنا او موتنا المجاني.
بالأمس اجتمع التحالف الوطني المتشيع من خارج مأساتنا, حاكوا وفصلوا على مقاس ملايين الأبرياء من جنوب العراق ووسطه تصريحاً نطقه رئيس التحالف ابراهيم الجعفري ثم بيان لا يخلو من الأشارات غير السارة اصدره حزب الدعوة, تبعه خطاب القاه السيد عمار الحكيم مشحوناً بأسوأ الأحتمالات, بعدها انزلق المجاهد هادي العامري من عرشه الحشدي الى طاولة مشتركات المقبولية, ولجان انضباطية شكلها السيد مقتدى الصدر في وقت مر على التظاهرات ثمانية اسابيع كانت في غاية الأنضباط والوعي الوطني, تبعها تكثيفاً لتصريحات تشكك لئيم بتظاهرات الحق العراقي في ساحات التحرير.
الأستنفار المرتبك لمجاهدي التحالف الشيعي, اعاد ربط الخيوط بين الفساد والأرهاب, وعلى بساط الخديعة اجتمع الفرقاء حول (هريسة) المشتركات, وزعت الأدوار و ردود الأفعال وتفصيلات لعبة الألتفاف على الحركة الجماهيرية المتظاهرة, انها لحظة الشارع العراقي عندما يهدر فيه النفس الأخير, ومأساة الواقع عندما تخرج المرجعية من صمتها لتعلن خيارها استجابة لنداء الوطن واستغاثة المواطن, فاشرقت بوادر العلاقة الوطنية بين ثلاثي الحشد الشعبي المواجه للأرهاب والحشد المدني المواجه للفساد والموقف الأنساني للمرجعية الدينية, من ذلك التحالف الوطني انطلقت انتفاضة الحناجر العراقية.
الفساد يتوعد الفساد والخراب يتصدر خطوات الأصلاح والرذيلة ترتدي عباءة الفضيلة والمنكر يوعظ بالمعروف, انهم ذاتهم لصوص الأمس واليوم والمستقبل, هم من باعوا الجنوب والوسط ووضعوا الثمن تحت وسائد عوائلهم في الخارج, وهم ذاتهم من كذبوا علينا وحاصروا الدمعة في عبراتنا, خذلونا واعادوا قتل الحسين فينا, هم وليس غير فتحوا الف كربلاء في حاضرنا الشهيد ومستقبلنا المجهض, هم دائماً لقطاء.
ما اوسخهم : في قلب كل عراقية وعراقي اشعلوا كربلاء, ايتام العراق يتسولون وتحت جلد كل منهم دم سومري, تحت جلدهم يجري الآسن من عفن الفضائح, اولادنا حشد شعبي ينزف ارواحاً ودماءً دفاعاً عن الأرض والمقدسات والأعراض ــ ومعها اعراضهم ــ اولادهم يتوسدون حصاد فسادهم في بلاد لا جهاد لهم فيها, ثم يعودوا سماحات بأوراق مزورة يجترون غبائهم مدراء في دوائر لدولة العراقية, يتنافقون على رب العالمين, وسيمائهم مخجلة على جبين مذهب آل البيت وفضائحهم تفسد العطر الأنساني لذكرى عاشوراء.
الجنوب والوسط ليسا في خطر, هما الأقوى والأكثر امناً و وعياً عندما ينشدون صرخة النفس الأخير ويمارسون دورهم بشفافية الرافض لعبوديته, انهما روح العراق وصميم نهضته وشروط الأصلاح وحتمية التغيير, يدقان ابواب الفاسدين ليسلموا ما بذمتهم ويعيدوا للجياع خبزهم.
من الفاسد غيرهم, ومن اقلم الوطن وتحاصص مصير الناس ومستقبل الأجيال, وكتب دستوراً للفتنة والتقسيم واسس لثقافة الكراهية غيرهم, آن لهم ان يخلعوا مظاهرهم والقابهم ويرفعوا جدارياتهم عن هويات المدن العراقية, انهم الآن يسابقون العد التنازلي لنهايتهم.