اعلم باني عصبي جدا ومتهور واريد البدء من هنا والا فاني ساحتقر نفسي مستقبلا ، ممكن اكتشاف الدهليز الذي يؤدي الى افكاري الجميلة نوعا ما والتي تستهوي الكثير ممن يعجزون عن الخيال ..انا ارى نفسي متحدا بحركة العالم الذي لايعرف السكون ومع ان الامر بسيط هكذا الا ان الافكار التي تاخذ مداها في التطبيق تشبه نهر سريع في جريانه ، نهر واسع يجعلك تشعر باحاسيس غريبة بعضها لم تكن تعرفه ولايشبه اي شيء تعرفه!
في الحقيقة كانت ستوكهولم تمثل بالنسبة لي مازقا حقيقيا سبب لي صعوبات كثيرة في حياتي ، وعلى هذا النحو وجدت نفسي في مكاني فلم يكن الرحيل سهلا ولم تكن السويد تفارق خيالي وهذه صعوبة كبيرة تولد جهدا مؤلما ودون ان اعرف كيف يحصل هذا وقفت برفقة صديقي الهاشمي محمد الذي يملك رضا عن حياته يعجبني او ان هذا مااعبر عنه الان وقلت له:
– ساقول لك الحقيقة
وبقى ينتظر ان اكمل كلامي
– اود ان تقذفني الى البحر
لكنه لم يالف مثل هذا الكلام وتركني على شاطىء البحر ومضى دون ان يهتم وادركت باني عصبي جدا ومتهور وقاسي ومعاند ولم اجد في جواري سوى كلمة واحدة
– كل الاشياء لاقيمة لها
وادهشني ان تكون الجملة كلمة واحدة تنقض عليك وتملاء وعيك وتستعبد روحك ، ادركت ايضا باني متعطش لكل اللحظات التي نخفيها عن الاخرين.
-اسمع ، قلت لصديقي ، اسمع الصمت
اتذكر انه فتح قلبه للهدوء وحين لمسته كان ساخنا ، ثم مد يده في جيبه واعطاني عينا اضافية لكي لاارتبك وقال :
– لاتندهش ، سترى نفسك تاتي من اقاصي العالم لكي تقبل البحر الذي سيتوقف عند قدميك المغروزة في الرمل ، انه يريد ان يتقدم ولكنه لايستطيع ، هذا هو الواقع ياصديقي فلا تندهش . ودخلنا في جدال طويل مع البحر الذي تثائب ثم ذهب بعيدا وهو يقول:
– لست حائرا . وترك لنا رائحته ولونا ابيض كما اظن ، لااريد ان اخدع نفسي لكنه ابيض مثل فتاة صغيرة تحلم بان تركض في طرقات مدينتها عارية، بالطبع كنت قد رايت البحرفي مكان اخر وحينما رايته قلت له :
– انت نفسك ؟
لكنه لم يقل كلمة واحدة سوى مااخبرني به صديقي الهاشمي
– هناك سر في الموضوع ، ادرك الاسرار قبل ان ترحل.
فقلت له:
– فيما بعد ، ربما في وقت اخر.
فقال:
– ساخبر الشيخ اذن
لم استطع ان افهم ودارت عيني بمختلف الاتجاهات ومارست كل الحركات بهياج هستيري ، اين زاوية الشيخ ميداني ؟ وهل ستنفعني طبول الحقيقة التي لايمكن وقفها ؟. ارتحت لكن ليس بما فيه الكفاية فالنهر السريع في جريانه والذي لايشبه اي شيء اعرفه قرر الامتزاج بالبحر وطلب مني الشيخ ميداني بن صالح ان ادله على اسم النهر والحقيقة انه باغتني بالسؤال فنحن ندعوه بالنهر فقط ، لن اقول له شيء اخر انه نهر غاضب ومنفعل وقاسي ولن يكون مجديا البحث عن اسمه مادمنا نملك هذه المعلومات عنه .
في اللحظة التي امتزجت فيها اول قطرات النهر بماء البحر ظهرت من وسط البحر نساء غاضبات اعتقد انهن فرنسيات ، ونساء سعيدات اعتقد انهن ايطاليات ومنزل صغير يثير الاهتمام لانه يقف على الماء بشكل مثير ، كنت متعبا واردت الاستلقاء لاني نسيت ستوكهولم والسويد ولكني اعترف الان لصديقي الهاشمي بلوزة باني كنت اتحدث مع البحر كما يحب واني اكن احتراما كبيرا لارتباكي الذي يخفي كوني عصبي جدا ومتهور كما اشار لذلك الخالقي