23 ديسمبر، 2024 11:24 ص

نهرول  والعشا …malva !!

نهرول  والعشا …malva !!

من الأمثال البغدادية الجميلة قولهم ” نركض والعشا خباز ” بمعنى نعمل الليل والنهار وفي نهاية المطاف لا نحصل سوى على  الفتات وذات المردود المادي الضئيل وان زاد – عثرة بدفرة – أكله التضخم وإلتهمه تراجع أسعار صرف الدينار العراقي أمام الدولار وبقية العملات الصعبة نتيجة المضاربات الممنهجة في البورصة وتهريب العملة ، وان تحسن الراتب جدلا  ابتلعه ارتفاع بدلات الإيجار ، إرتفاع اسعار النفط الأبيض ، الغاز ، البنزين ، الخضروات ، المواد الغذائية والتموينية ، أسعار وسائط النقل المختلفة ، الأدوية والعلاجات والكشفيات والتحليلات المرضية، تكاليف الدراسة والقرطاسية واستنساخ الكتب المنهجية ،  والنتيجة = العشا خباز!!
ولكي – يقشمر – المرتشون والمختلسون الفاسدون البقية الباقية من المغلوب على أمرهم ، المضحوك على ذقونهم بعد سرقة عائدات نفطهم وبيعها ضمن جولة التراخيص لـ 20 عاما مقبلة ، وشعارهم ” يدك ابو كلاش وياكل ابو جزمة ” يعمدون الى الترويج لنشرات طبية – لا ندري يقينا  ما  مدى صحتها ودقتها علميا – تشيع بين الناس فوائد المشي بدلا من الركوب ،  منافع الحمية الغذائية ، بداعة الخباز ودوره في القضاء على معظم الأمراض البيولوجية والسيكولوجية ، الفيروسية منها والطفيلية ، اسوة بالعدس ، الفول ، البربن ، الفشافيش ، قشور الرقي والبطيخ ، آملين  باقناع  الناس بها من دون سواها وما دروا ان ثمن هذا النوع من الاستبدال ، استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير : ” اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ” .اياكم والتذمر من تناول الخباز فأن ذلك بطر للنعمة وكفر بها ومن كفر بأنعم الله فمثواه النار خالدا مخلدا فيها ، هكذا يبدأ المسلسل التخديري والأفيوني والكوكايني على لسان وعاظ السلاطين أولا ، هذا النوع من الوعاظ ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اثْنَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ : الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ “، ليكمل المسلسل الخشخاشي من بعدهم اطباء السلاطين ” لماذا التذمر ، الخباز يعالج أمراض اللثة والأسنان وأمراض الفم وإلتهابات الحنجرة، اوراقه نافعة ، تزيل الاحتقان والالتهابات وتعالج أمراض الرحم، فيما يعالج منقوعه أمراض الصدر والسعال ويدر البول ويفتت الحصى والرمل تلين المعدة وتزيل القبض!!
مهندسو السلاطين الزراعيين يواصلون مسيرة التحشيش ” بالإمكان زراعة الخباز الا اننا نفضل الطبيعي منه كونه طازجا لم يفقد خصائصه بعد وطمعا براحة الشعب – وخدته – وهي اثمن شيء لدينا على الأقل لحين قدوم الانتخابات ولكل حادث ” جلاق وراشدي واغلاق موبايل وووحديث “.
إعلاميو السلاطين ” هل تعلمون ان السومريين هم اول من اكتشف الخباز وقد حفلت النصوص المسمارية بعشرات القصائد التي تتغنى بالخباز وكان كهنة بابل واكد واشور يعدونه غذاء ملكيا قبل 7 الاف عام ق.م فيما كان كهنة المعابد يعدونه غذاء مقدسا ، اما الامبراطور الروماني نيرون فكان يشرب منقوعه يومياً !!”فلاسفة السلاطين ” يقول الطبيب الألماني رودولف وايس، ان الخباز يعالج التهابات الفم و الحلق، وهو مفيد للسعال الحاد و الأكزيما ، كما ورد ذكر فوائد التولة او الخباز او الـ .malva في كتاب ” القانون” لأبن سينا وتذكرة الأنطاكي وووووو” .شعراء السلاطين :
ان” الخباز او التولة ” التي في طرفها حور …قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ليأتي دور ساسة السلطة  وهنا تسكب العبرات ، هؤلاء سيدعون ناخبيهم لتناول وجبة طعام  وإيهامهم ان ما يأكلونه طعام فاخر في مطعم سبع نجوم عبارة عن  
malva chopped onions” ( خباز بالبصل المفروم ) في مطعم Dry bread Restaurant ، ( مطعم الخبز اليابس ) يتنحى خلالها السياسي الزاهد بإعتباره  – المعزب –  موهما مدعويه بأنه سيتناول  طعاما رخيصا بخلاف طعامهم باهظ الكلفة عبارة عن سمك ، مجرد سمك لينادي على الكارسون امامهم  رجاء  Grilled octopus on coal !!
نعم ان للخباز فوائد صحية لا تحصى ولاشك ، الا ان تسويق فوائده  وسواه من  الأغذية في زمن الرز التالف بهذه الطريقة الفجة والرخيصة لتخدير الفقراء والمساكين فيما يعاف تناوله وطبخه والعلاج به الأغنياء  والساسة ومن لف لفهم ، بيهه ان .. ومن العيار الثقيل جدا !!
اودعناكم اغاتي