11 أبريل، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

نهج اهل البيت نهج قرآني

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن كل المذاهب الاجتماعية تسعى لاعطاء صورة عن الانسان الكامل ، وتبني تعاليمها على اساس من السعي لتحقيق هذه الصورة . وربّما كان هذا المبدأ من تأثيرات الفطرة الانسانية نفسها ، وإن كان المذهب نفسه لا يؤمن بالفطرة .
فحتّى اولئك الذين يهبطون بالانسان إلى مستويات حيوانية سفلى هم في الواقع يخطئون في المصداق ، وبالتالي يسلكون المنهج الخاطئ لتحقيق اهدافهم . على أنهم يعلمون انهم يخاطبون موجوداً معيناً له شروطه في التقبل ، ومن أوائل هذه الشروط أن تكون الفكرة المفروضة منسجمة مع نداءاته الانسانية عموماً وإن اخطأت في المصداق.
إن الانسان قبل كل شيء يتحدث عن امور يعبر عنها بواسطة مصطلحات من قبيل الحق والعدالة والانسانية والاخلاق والفن وغير ذلك ، وهذه الامور لايمكن أن يستقيم لها معنىً إلاّ إذا آمنا بالخصائص الذاتية ، وإلاّ لم يعد هناك فرق بين الحق الانساني وأي حق آخر ، وبين السلوك العادل والسلوك الظالم ، والسلوك الانساني والسلوك الحيواني ،
ومن خلال هذه الصورة النورانية الكربلائية فقد اوضح الاسناذ المحقق الصرخي في المحاضرة { 10 } من بحث “الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)”
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المحقق
2ربيع الأول 1438هـ – 2 / 12/ 2016 م, وهذا مقتبس من بحثه الموسوم جاء فيه :
((في تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى***1648;}طه82 . عن الطبري : وقَالَ آخَرُونَ بمَا …سَمعْت ثَابتًا الْبُنَانيّ يَقُول في قَوْله : { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } قَالَ(ثابت) : إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ ( صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ).
أقول : ولاية أهل البيت (سلام الله عليهم ) تأتي بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح، هي توفيق من الله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله أن يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) …، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أن نشكر النعمة، علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أن نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم .))
فحينما احتاجت حركة التاريخ الى مشروع تضحوي بحجم الإمام الحسين (عليه السلام ) برز الامام الحسين ليؤدي دوره الكوني على الرغم من كونه كان يمتلك خيارات اخرى بمقتضى ولايته وهو سيكون معذورا امام ربه الا ان ادراكه بان الخيارات الأخرى ستؤخر معطيات السنن التاريخية والتي لا يمكن ان تنبسط مع الهدف الكبير الا بالتضحية بحيث لابد ان تتعرض البشرية الى صدمة وهزة مدوية حتى تأخذ موقعها الطبيعي في مجريات السنن التاريخية من خلال التأسي بالنموذج الكوني في رفض الظلم وقيم الانحراف والثورة ضد الظالمين والمستكبرين .
++++

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب