المرجع الشيعي الكبير الآية العظمى السيد محسن الحكيم (قدس) ,يرجع تسمية لقب العائلة, حيث كان أحد أجداده السيد (علي) طبيباً مشهورا, و يسمى الحكيم
إستلم المرجعية بعد وفاة البروجردي, لكونه الأعلم, وضع نظام إداري للحوزة, وفتح العديد من المدارس, مما أدى لزيادة عدد الطلاب, وأصدر العديد من المنشورات, وأرسل المبلغين إلى محافظات العراق, التي تبعد عن مركز الحوزة في النجف, لنشر تعاليم الدين الإسلامي ومعالجة الأوضاع السياسية في العراق .
رفض الظلم وأعداء الدين, وشارك في التصدي للإحتلال البريطاني, وكان قائد مجموعة المجاهدين في منطقة الشعيبة جنوب العراق, سعى في كل جهوده بجمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة بطرق شتى, ومنها شارك بالفعاليات التي يقيمها أهل السنة, وشجعهم للحضور في المناسبات الشيعية لجمع شمل العراقيين وتوحيد صفوفهم .
قاوم كل أشكال التعصب والتمييز الطائفي في العراق, وأصدر فتوى حرم فيها قتال الأكراد في الشمال, لأنهم مسلمون تجمعهم مع العرب روابط الأخوة والدين, حارب التسمم الفكري, والتيارات التي تغير العقيدة الإسلامية, ومنها الفكر الشيوعي, وأصدر فتوى (الشيوعية كفر وإلحاد), وأجبر عبد الكريم قاسم لإبعاد أفرادها .
إستمر النهج الحوزوي ضد أعداء الإسلام والإنسانية بعد وفاته, وجاء ليكمل الرسالة, نجله السيد الآية العظمى محمد باقر الحكيم (قدس), ليكون تيار شهيد المحراب إنطلاقة الإشعاع الفكري الثقافي السياسي, الذي تمتد جذوره للحوزة العلمية, ويتغذى روحيا من المرجعية الشريفة في النجف الأشرف, وقادة رأي المسلمين .
عاد إلى أرض الوطن بعد سقوط النظام ألبعثي ألصدامي السابق, يحمل على أكتافه هموم ومآسي كل العراقيين, شاء الباري وببركات جده أن يسود الأمن والأمان في العراق, خلال تواجده في النجف الأشرف, ليرشد المسلمين بجوار أمير المؤمنين, وأصبح الركيزة الأساسية, للقاعدة الإسلامية في النجف .
جن جنون الفئات التكفيرية والوهابية, والطامعين بخيرات البلد, ليكيدوا كيدهم في إستشهاده, الذي أفجع العالم الإسلامي, وأدمى قلوب المسلمين, لتتجدد ذكراه كل عام, على الأمة الإسلامية .
تأمل أعوان الصهيونية والتكفيريين الوهابية, وأعداء الإسلام والمسلمين في حقدهم وجهلهم, أنهم سيخمدون شعلة العقيدة والفكر الإسلامي ألحكيمي, ويعيدون الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها في الجهل والضلالة, متجاهلين أن هناك من ترعرع وغرست في ضمائرهم ووجدانهم وعقولهم, نهج شهيد المحراب .
إنتقلت شعلة الفكر ألعقيدي, للإمتداد الأول إلى عزيز العراق, الذي حمل هم العراقيين ومأساتهم بكل أثقالها بين الأوساط السياسية وأمريكا, التي تدير زمام الأمور في العراق, وعانى الكثير حتى إستطاع أن يثبت الفكر الشيعي, ونهج آل بيت الرسول, ويرغم أنف أمريكا والصهيونية ليرفع أسم المذهب الشيعي, كان مدافعا وصامدا أمام كل التيارات, إلى أن وافاه الأجل .
تمتد فروع الشجرة المباركة بإرادة الباري سبحانه, ليبقى النهج الحكيمي مصدر النور ليضيء طريق الموالين, لتنتقل الرسالة وإمتدادها تماشيا مع صعوبة التطور الفكري والإجتماعي, وتأثير التطور التكنولوجي, حيث أصبح العالم يتمثل في قرية أو عمارة ذات عدة طوابق .
وسط كل هذه التحديات, وولادة أفكار وجماعات معادية للإسلام وللمذهب الشيعي, وتطور العولمة والحرب النفسية, وتأثيراتها على العقل البشري والمجتمع العراقي ذو العاطفة, وسرعة التأثر بكل ما حوله, تنتقل الرسالة والواجب المقدس لنصرة الأمة الإسلامية, والمذهب الشيعي لسماحة السيد عمار الحكيم .
يتلقى الحكيم الرابع كل المصاعب, والتطورات الفكرية والتكنولوجية بما تحمل من أثقال وهموم المرحلة وواقع مرير, بإبتسامة مشرقة تبث روح الصبر و الأطمئنان في نفوس وقلوب جميع المسلمين, لتعلق آمالها ومصير الأمة الإسلامية على عاتق سماحته .
خطى بكل ثبات وإيمان, أن الباري معه لإكمال الحمل الثقيل الذي أرثه, لإنقاذ الدين الإسلامي والعراق, من كل الشوائب وما يدور في الساحة, من تقلبات العصر .
الحرب الفكرية والنفسية ومكر عدونا في صناعة البدع, على يد عفاريت الدجل والشعوذة, أصبحنا في مرحلة بغاية الصعوبة يرتجلها حكيمنا, وفق برنامج عصري حضاري, وما يقتضيه التطور, بحيث لا يخرج عن أطار فكر ومدرسة الحكيم .
يخطي خطا أسلافه بالحفاظ على وحدة العراق, وأن سعيه كان للتغيير وولادة حكومة جديدة مع إرادة الشعب والمرجعية, وجمع الشمل في مؤتمر الوئام واللقاءات, وجعل من الكلمة والحوار مفتاح لحل كل المشاكل, فكان قائد ميداني ومصلح ومربي, وناشرا للثقافة, مدرسة في كل فروعها, كما كان دور جده في نصرة الإسلام والحوزة .