23 ديسمبر، 2024 11:27 ص

نهاية مسرحية داعش وبداية مسرحية الخضوع 

نهاية مسرحية داعش وبداية مسرحية الخضوع 

ليس مسمى داعش او نهجها هو الاساس في فهم الحقيقة التي تتجسد في الجغرافية التي خضعت لسلطة هذا التنظيم وانا شخصيا غير مقتنع بكل ما يتم تداوله محليا واقليميا وحتى دوليا سواء على المستوى السياسي او الاعلامي او الشعبي عن حقيقة هذا التنظيم واهدافه وحتى طرق معالجته فأنا أؤمن بظرية المؤامرة لدرجة تجعلني أؤمن بحقيقة ان لهذا العالم سيناريو مرسوم مع اني مقتنع ان هذا السيناريو له مخرج وهناك ادوار موزعة بشكل محسوب وهناك فصول ومشاهد لمسرحية كبيرة ربما بعض ممثليها المحترفون يمتلكون قدرة على الخروج عن النص الاصلي بحسب مجريات الحوار وقوة تفاعل الجمهور مع ادائهم مع هذا  بعض الممثلين يتمردون عن النص الاصلي وقد يضطر المخرج الى معاقبتهم او حتى استبدالهم بممثلين جدد اذا اقتضت الضرورة لكن دائما تنتهي المسرحية كما يريد المخرج لا كما يريد الممثل ما اريد ان اقوله هنا ان مسرحية داعش سبقتها مسرحيات مرت على هذا العالم ولابد لهذه المسرحية ان تنتهي ولابد لشعوب العالم ان تدفع سعر التذكرة ولابد للممثلين ان يحصلوا على اجورهم كما لابد للمخرج ان يحصل على ما يريد ان ولادة داعش كانت نتيجة لأنتهاء مسرحية سبقتها اسمها تحرير العراق واسقاط الدكتاتورية واقامة حكم ديمقراطي يقوم على الانتخابات بغض النظر عن شكلها لكن انهاء مسرحية لا يعني اكتفاء المخرج بما حصل عليه ولابد لمسرحية جديدة توصله الى هدف ثاني وحتما هناك مسرحية اخرى قيد العرض ستتبع هذه المسرحية ولو اردنا ان نتوقع شكل المسرحية القادمة لابد ان نكون متأكدين انها ستكون مختلفة تماما عن ما مضى وهذه الخاصية معروفة في عالم الاخراج ان المخرج اذا انتج عمل درامي عليه ان ينتج عمل كوميدي مثلا او اكشن لكي يعطي دافع اكبر للمشاهد للتفاعل ويخرج من فخ الرتابة والتكرار وهناك حقيقة مهمة ان بعض الممثلين المهرة لديهم القدرة على التماهي مع السيناريو الجديد وفريق اخر يبقى متقمص للشخصية الاولى وهنا يكون النجاح حليف المهرة والقادرين على التماهي مع الوضع الجديدحتى الجمهور وهو المتضرر الاول من كل المسرحيات عليه ان يصنع لنفسه امل جديد وان يتعايش مع الحالة الجديدة وان يتهيء لدفع فاتورة جديدة بعد هذه المراوغة والتشبيهات والطلاسم سأتكلم بوضوح اكثر 
التغيير السياسي قادم لا محال والواقع الميداني والامني سيكون اكثر تفاعلا وهناك توازنات جديدة ستفرض نفسها رغم الكل شاء من شاء وابى من ابى العراق لن يضل منطقة صراع ويجب ان ينعم بالاستقرار هذا هو السيناريو الجديد لكن هناك قوى واحزاب ودول صغرى ودول فاعلة ودول عظمى ستتفاعل مع هذا التغيير سواء بالسلب او الايجاب ستحدث مفارقات وتمرد وتصدام لكن بالنتيجة سنتسدل ستارة المسرحية على نهاية حددت مسبقا واني ارى بعيني كيف سيتحالف الاعداء ويتقاتل الاخوة  وترفع رايات جديدة وتنكس رايات لطالما ارتفت عاليا ارى تصالح وتنازع وكسر للإرادات سوف تكسر خطوط حمر وتتحول مباديء وتتغير ثوابت وسيقف حمام الدم  وسيحل عصر القروض والتبعية راعي البقر الامريكي مهما تصنع الهدوء فهو غاضب بطبعه ويحسم الامور بالسلاح او بلي الرقاب كما يفعل مع الثيران الهائجة والكل امام خيارين اما الموت بطلقة من مسدس قاتل متمرس او ان يرضى بلي عنقهة والدخول الى الحضيرة وعليه ان يرضى بما سيقدم له من علف فمن اعلن عن نفسه ند فليحاول ان يسحب سلاحه امام راعي البقر لكن عليه ان يكون سريعا بسرعة طلقة مسدس راعي البقر المتمرس واما من رضي بلعب دور الثور فعليه ان لا يتمادى في التمرد على راعيه لان عنقه ستكسر ويرمى ميتا خارج الحضيرة
‏‫