15 أبريل، 2024 10:22 ص
Search
Close this search box.

نهاية في الجنائية الدولية

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما شرع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في حملته واسعة النطاق ضد منظمة مجاهدي خلق بعد رفض الاخيرة القبول بنظام ولاية الفقيه والتصويت لصالحه، فإن ظنونه قد أخذته بعيدا وإعتقد من إنه سوف يقضي عليها کما قضى على غيرها وأزاحها من أمامه، لکنه سرعان ماوجد إن حساباته النظرية قد تناقضت وإختلفت تماما مع الحسابات الجارية على أرض الواقع ولاسيما عندما نجحت المنظمة في تشکيل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لتثبت وتدل ومنذ بدايات المواجهة ضد هذا النظام من إنها تختلف عن النظام الديکتاتوري الاقصائي إذ إنها تٶمن بالآخر وبالتعددية وبالتعايش السلمي، وهذا ماأعطى إنطباعا للنظام بإستحالة القضاء على هذه المنظمة مثلما أثبتت الاخيرة واقعية إيمانها بالحرية وإن تظافر الجهود معا يعجل ويضمن أکثر بإسقاط النظام.
صحى النظام الايراني من غفلته وحلمه الفارغ بالقضاء على منظمة مجاهدي خلق عندما وجد إن مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم خلالها 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، ليس لم تٶثر سلبا على المنظمة على الرغم من جسامتها ودمويتها ووحشيتها البالغة بل إنها زادته عزما وإيمانا بقضيته وبمبادئه، ولذلك فإنه إضطر أن يسلك طرقا وأساليب جديدة في حملته وکانت قضايا التشهير والتحريف وتشويه سمعة وتأريخ المنظمة في مقدمتها وذلك لکي تجعل الشعب الايراني والعالم يشککون بالمنظمة وبالتالي يتم عزلها وضمورها، ولکن ولأن الشعب الايراني يعرف جيدا هذه المنظمة وأعضائها المضحين، فإن هذه المساعي لم تحصد سوى الخيبة والفشل على الرغم من إن النظام صرف عليها أموال طائلة وجند لها جيوشا من المرتزقة.
النظام الايراني الذي أصيب بذهول ليس بعده من ذهول بعد الانتفاضتين الاخيرتين اللتين قادتهما المنظمة، وخصوصا عندما تيقن بأنه قد مشى في الطريق الخاطئ تماما وإن الامور تجري عکس مايريد، بل وإنه وفي خضم الازمة الطاحنة الحالية التي يواجهها على أثر العزلة الدولية التي يواجهها والاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة لمجاهدي خلق في الداخل وأوضاعه الاخرى البائسة، والتي کما وصفتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بدقة بالغة عندما قالت:” نظام الملالي لايستطيع التقدم إلى الأمام ولا العودة إلى الوراء! لا يستوعب القدرة على التفاوض والتخلي عن الإرهاب ووقف التدخلات الإقليمية. ولا متسع من المجال للحركة على غرار اتساع نطاق المهادنة.”، فإنه يجد نفسه في موقف ووضع صعب جدا بعدما دلت التطورات الاخيرة بأن مجزرة صيف عام 1988 تتجه بصورة وأخرى للتدويل مما يعني بأن النظام في طريق لمواجهة مشکلة من المستحيل التخلص منها، مشکلة تشبه تلك التي واجهت نماذج مثل سلوبودان ميلوسوفتيش ورادوفان کارادوفيتش وکانت نهايتهما في الجنائية الدولية!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب