عنوان عريض غدى حلما عصي المنال لدى الكثيرين، وذلك في ظل اعلام مسيس وظالم، يضرب على اكثر من وتر وبلا رحمة.فهو من جهة، يتعمد تضخيم قدرات داعش وامكانياتها القتالية، الى الحد يصرح فيه الناطق باسم ما بات يعرف بالتحالف الدولي لمحاربة الارهاب، بان الحرب ضد داعش تتطلب وقتا، وانها ليست بتلك السهولة !!…
وذلك بهدف ايصال شعوب المنطقة الى حالة من الياس، للتشبث بالبنتاغون باعتباره المخلص الوحيد الذي يتمكن من كسر سيف وشوكة داعش.
ومن جهة اخرى، نرى نفس هذا الاعلام، وبنفس سيف داعش هذا.
يضمن اتهام عقيدة اكثر من مليار مسلم بالارهاب، بالاضافة الى اثارة النعرات الطائفية للتفريق بين ابناء الوطن الواحد.
وذلك طبعا، تمهيدا لفرض المزيد والمزيد من الهيمنة الغربية على شعوب المنطقة، التي انهكتها الحروب ومزقتها الخلافات و …
لكن وبغض النظر عما تقدم.
لو سلمنا جدلا، بصحة الاعتقاد السائد اعلاه، من ان السلام ينتظرنا على اشلاء داعش، وبان المنطقة ستودع منطق قطع الرقاب ومصطلح الخليفة والى الابد، وذلك بمجرد القضاء على هذه الغدة السرطانية.
اليس من حقنا ايضا، الاستفسار عن حقيقة من يقف وراء هذه الغدة السرطانية، بامكانياتها الخيالية هذه !!…
على الاقل للحيلولة دون تكرار هذه التجربة الدموية لاحقا، وتجنيب اجيالنا القادمة من مثل هذه الماساة.
الاجابة على هذا الاستفسار، تتكفل به تصريحات واعترافات اشخاص من داخل البيت الامريكي، وعلى كافة الاصعدة.
سياسيا :
مناظرة انتخابات الرئاسة الامريكية للعام ( ٢٠١٢ ) بين ميت رومني وباراك اوباما، حيث يظهر جليا اتفاقهما من حيث المبدا على ضرورة تسليح المتمرين وتدمير سوريا لصالح اسرائيل.
وتصريحات هيلاري كلنتون في كتابها ( خيارات صعبة )، والدور الامريكي في صنع داعش، وكل حركات التطرف والارهاب في العالم.
امنيا واقتصايا :
السيرة الذاتية للخبير الاقتصادي الامريكي جون بيركنز، التي لخصها في كتابه ( اعترافات قاتل اقتصادي … )، والذي تمت ترجمته الى اللغة العربية كما يبدو تحت عنوان ( الاغتيال الاقتصاي للامم ).
حيث يروي فيه الدور الذي لعبه في عمليات الاستعمار الاقتصادي لبلدان العالم الثالث، وذلك من خلال رشوة وابتزاز رؤساء وملوك الدول النامية على قبول اخذ قروض من الولايات المتحدة الامريكية، لادخال هذه الدول في مستنقع الديون والتبعية الاقتصادية للولايات المتحدة و …
عسكريا :
اعترافات الجنود الامريكيين السابقين الذين عادوا من بؤر التوتر في المنطقة مثل العراق وافغانستان.
منهم على سبيل المثال :
1 – الجندي الامريكي السابق جون مايكل تورنر John Michael Turner الذي نزع ميداليته ورماها على الارض حينما كان يحكي تجربته في العراق في اجتماع للمناهضين للحرب، ويقول ان قائد سريته صرح بان من يقتل شخصا طعنا حتى الموت سيحصل على تمديد اربعة ايام في اجازته عند العودة من العراق.
2 – الجندي الامريكي السابق مايك بريسنر Mike Prysner الذي انبه ضميره لتعامله اللاانساني مع العراقيين العزل انصياعا لاوامر قادته الميدانيين خلال ادائه للخدمة العسكرية في العراق.
اذن، وبعد التامل في مثل هذه الشواهد الحية، التي تعكس الوجه القبيح للنوايا الامريكية تجاه شعوبنا.
والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك بان :
اولا :
زوال داعش والارهاب وكل معاناتنا وماسينا، مرهون اولا وقبل كل شئ، بتقليص وزوال الهيمنة الامريكية التي تتحكم بكل حركاتنا وسكناتنا، وهو ما لم يحصل بعد لحد الان.
حيث ان الادعاء بخروج ولو توقيع واحد الى النور فيما يتعلق بالملفات الحساسة من بغداد، بعيدا عن علم وموافقة السفير الامريكي في العراق، يعد ضربا من الخيال، وكذبا محضا.
مما يعني ان القول باستقلالية اتخاذ القرار من قبل الحكومة العراقية، والحديث عن السيادة الوطنية و … في ظل بسطال – حذاء العسكريين – المارينز، هو الدجل والنفاق بعينه، ولا يتعدى كونه تسويقا لصالح هذا الحزب والتكتل المسير او ذاك، وهذه الشخصية المدفوعة الثمن او تلك.
ثانيا :
ان القضاء على داعش مع وجود ولو امريكي واحد يتنفس على ارض العراق، انما يعني تبديلا للوجوه لا غير، كتبادل لصوص الخضراء لكراسيهم فيما بينهم.
بالضبط مثل استبدال ابن لادن بالظواهري سابقا، والزرقاوي بالبغدادي لاحقا، وكذلك استبدال طالبان والقاعدة بداعش.
وما اجمل ما نشرته مؤسسة قناة ديالى النسوية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك )، فيما يتعلق بالتاريخ الدامي للولايات المتحدة الامريكية.
حيث ذكرت وبالارقام :
لكي تنشا امريكا ابادت ( ٢٧ ) مليون هندي واحتلوا ارضهم.
لكي تبنى امريكا استعبدت ( ١٤ ) مليون افريقي.
لكي تتوسع امريكا قتلت مليون ونصف مكسيكي.
لكي تحمي امريكا نفسها قتلت ( ٢ ) مليون فيتنامي، و ( ٦ ) مليون ياباني.
لكي تؤمن امريكا مصادرها قتلت ( ٢ ) مليون عراقي.
وما زالت امريكا تتكلم العالم عن الديمقراطية وحقوق الانسان .
انتهى كلام مؤسسة قناة ديالى النسوية.
بعد كل هذا نقول :
الى متى سنبقى نستجدي الرحمة من ساسة البيت الابيض، الذين لا يجيدون سوى منطق القتل، ولا يفضلون سوى اللون الاحمر، لون الدم ؟!!…
والى متى سنسمح لهذا الاعلام المسموم من قراءة المشهد السياسي نيابة عنا، ليقتصر دورنا على هز رؤوسنا كناية عن السمع والطاعة ؟!!…
الم يحن الوقت للتمييز بين الاعلام المهني الهادف، وبين ذلك الاعلام المغرض، الذي يتعمد قلب الحقائق لخلط الاوراق امامنا ؟!!…
يقول جوزيف غوبلر وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر :
( اعطني اعلاما بلا ضمير، اعطيك شعبا بلا وعي ).
:::::::::::::::::