لكل قناة فضائية عراقية منهج واجندة .. وفي ذلك لا تفرق قناة افاق عن الباقين .. ولكن ما كان يميزها – حقيقة – عن سائر القنوات هو برنامج صغير في مساحته وعميق في معانيه يحمل اسم “حسجة اونلاين” لمعده ومقدمه الاعلامي عمار الوائلي. ..
وبكل صراحة وصدق .. كان الكثير من العراقيين يتابعون هذه القناة – التي تفتقر الى مقومات النجاح الحقيقي – لكون القناة تعرض برنامج الاعلامي عمار الوائلي حسجة اونلاين لاسباب كثيرة .. فالبرنامج يمس جروح العراقيين التي تراكمت على كاهلهم من ايام النظام السابق الى السلبيات التي نراها اليوم في مفاصل عدة من الحياة .. مرورا بقصور الاداء الحكومي وفقدان النزاهة وانعدام الحرص لدى البعض على النهوض بالعراق كما يجب كان البرنامج متنفس او لنقل شباك فتحه لنا الوائلي لنستنشق بعض الهواء النظيف من خلاله ولكي نتيقن بان حتى في افاق الحكومية هناك اصوات تعترض على ما يجري من سلبيات حيث يؤشرها ويعلق عليها بكل نزاهة ونظافة وديموقراطية وكنت .. كسائر إماء الله وعباده.. كلما تأخر علينا البرنامج او تم بثه باوقات مختلفة ، اخشى القطيعة .. فالإعلامي يعرف ان التلاعب بأوقات البث أو حجب البرانامج لأوقات ما هي إلا مقدمة لقطعه .. وقد صدق حدسي فعلا وبذلك ..خسرت افاق تماما .. فلو قامت القناة بمراجعة نسبة المشاهدة بالطرق الالكترونية التي تمتلكها .. فانا على يقين من ان ارقام المشاهدة في هبوط .. لا لشيء سوى انها فقدت عمود مهم من اعمدتها .. فبرنامج حسجة اونلاين كان فعلا يسد ثغرة كبيرة في برامج افاق التي تحتاج الى الكثير من العمل والجهد والمثابرة لتستحق ان يترك الجمهور كل قنوات الفضاء المترامي عبر الكرة الارضية ليشاهد افاق بامكانياتها المتاحة ..
**
لماذا نجح برنامج حسجة اونلاين وفشلت افاق؟
و كيف تكون البرامج التي يتفاعل معها الجمهور العراقي؟
هناك نوعية معينة من البرامج تعتمد اعتمادا كليا على السيناريو الذي يقدمه المعد أو الكاتب وقد اتقن عمار الوائلي صنعته تماما .. فهو يكتب للعراقيين من منطلق معاناتهم اليومية من نقصان الخدمات وسوء الاداء الحكومي . وتارة نراه يذكرنا بايام البعث واجرامه وتارة يتساءل عن ما ال اليه الحال .. وتارة يقرأ علينا اشعار تبكينا وتارة يضحكنا بقصصه التي لا تخلو من معاني تربطنا بواقعنا اليوم ..
كنت اتمنى ان تقوم قناة افاق بتوسيع البرنامج وترتيب استوديو له .. مثل البرامج التي يقوم المعد فيها باختيار الموضوع لأشخاص المشاركين والاتصال بهم وإقناعهم بالمشاركة والاتفاق معهم على كافة الخطوات والترتيبات وصياغة الأسئلة التي يستخدمها مقدم البرنامج في حواره مع الضيوف وكتابة بعض النقاط المهمة التي تنير الطريق أمام مقدم البرنامج.. عندها كان يمكن لبرنامج عمار ان يتعدى خطوط المحلية لما هو ابعد من ذلك .. ولكن على ما يبدو .. لا حياة لمن تنادي ..
**
هل نقول وداعا لحسجة اونلاين .. ام ان في نية افاق ان تعيد لنا ما يستحق ان نشاهدها من اجله ؟؟ القليل من التفكير يا ادارة افاق .. فالتفكير سمة العقلاء والعراقي يستحق الافضل دائما ..