نهاية حزب البعث في قطر مولِدِهِ سوريا، موت سريري، قبلهُ كان الأشقاء الأشقياء بهِ في القطر العربي السُّوري، يؤمنونَ ببعثينِ إثنينِ لا ثالثَ لهُما؛ بعث السَّماء (النُّشور)، وبعث الأرض القائِد لِقطر مولِدِهِ المُبتَلى بهِ، سوريا الشّام، مُذ 8 آذار 1963م حتّى فرار وموت مُؤسسّه «ميشيل عفلَق» وجعل القيادَة القومِيَّة للحزب؛ صالون مُنتَدى باسم «المجلِس القومي» برئاسَة وزير الإعلام السُّوري السّابق الرَّفيق«مهدي دخل الله» الَّذي كتبَ افتتاحِيَّة صحيفة «البعث» الدِّمَشقيَّة ليوم 8 تُموز 2004م بعُنوان «الانتحار خيرٌ مِنَ المَهانَة»، آنَ كانَ (دخل الله) رئيسَاً لتَحريرها وصَدّام في مَحبَسِهِ في بغداد، ينتظر محاكمَته فإدانته فتنفيذ إعدامه العادل. جاء في الافتتاحيَّة: «أمثلَة كثيرَة قدَّمَها التّاريخ القديم والحديث، حيث كان الموت أخفّ وطأً مِنَ المَهانَة.. عندما يعييكَ فهم الحاضر، فلا بد بأس في العودَة إلى الماضي، بعيده وقريبه، تبحث في كتابهِ عن حوادث وتجارب.. الإنسان يقابل مصيره في النِّهايَةِ وحيداً، سواء أكان مشروعه جيِّداً أم لم يكن كذلك، أو سواء كان المعني شخصاً عاديَّاً أم مسؤولاً كبيراً .. مثل المَلِكَة المصريَّة الشَّهيرة كليوباترا… التي ارتضَت تسليم نفسها للقُطب المُنتَصر روما، ووجدت الحل في صُحبة الأفاعي السّامَّة، والمصير ذاته اختارَته زنوبيا مَلِكَة تدمر. أدولف هتلر طلب مِن حارسه أن يحرق جثته تماماً بعد أن تجرَّع مع إيفا براون السُّمّ.. الرَّئيس التشيلي المُنتخَب سلفادور إليندي.. انتحرَ عبدالحكيم عامر، في سجنه عندما شعرَ أنَّه لم يبقَ أمامهُ سوى التعرّض للمهانة».
الانتحار لحزب البعث وجهاز مُخابَراته، خيرٌ مِنَ المَهانة لشامٍ تشظّى إلى أقطار عربيَّةفي الصِّراع على سوريا الكُبرى، بفعل التَّدخل الأجنبي، وما زالَ يتشظّى في سوريا الصُّغرى الَّتي انشطرَت ذاتيَّاً مِثل خلِيَّة حزبيَّة سرطانيَّة. الانتحار لحزب البعث ومُخابراتِه، خيرٌ مِنْ انتحار الرَّفيق المؤمِن ببعث السَّماء والحشر بالإزار الأبيض ويقرأ: يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ!..
مهدي دخل الله ودخلَك!..