23 ديسمبر، 2024 11:35 ص

نهاية النظام الايراني

نهاية النظام الايراني

لايبدو أن عام 2019 سيمر کالاعوام السابقة على إيران، بل إن معظم الدلائل والمٶشرات تٶکد بأنه سيکون العام الاقسى الذي مر بالنظام الحاکم فيه منذ تأسيسه قبل 40 عاما، إذ شهدت الاوضاع و على مختلف الاصعدة ترديا و سارت على الدوام وبشکل ملحوظ من سئ الى الاسوء، والطامة الکبرى التي نزلت على رأس النظام الايراني أن الاوضاع الداخلية والخارجية ولأول مرة تلتقيان في السير بإتجاه واحد!
السير الانحداري للأوضاع في إيران منذ بداية عام 2019، وخصوصا بعد فرض العقوبات وتصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب وإعلان مواقف أمريکية واضحة تتقرب من الشعب الايراني وتعلن عن دعمها لتطلعاته للحرية والديمقراطية، وتزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران بإعتراف القادة والمسٶولين الايرانيين أنفسهم، وإن الذي ينتظر النظام خلال الاشهر القادمة هو الاسوأ بحسب کل التقديرات ولذلك يمکن القول بأن العام الحالي قد يکون عام حسم الامور في إيران.
داخليا، فإن الاوضاع السيئة التي يمر بها الشعب الايراني وتيقن الشعب من إن النظام لايفکر فيه بقدر مايفکر في مصالحه الضيقة خصوصا بعد أن تبين له حقيقة ‌هذا النظام بعد إبرام الاتفاق النووي حيث ذهبت الاموال المجمدة التي أطلقها أوباما لإيران في خدمة النظام وتدخلاته ومشروعه في المنطقة ولم يستفد الشعب منها شيئا، وإن إستمرار الاحتقان الداخلي وتزايد الاحتجاجات الشعبية ونشاطات الخلايا التابعة لمنظمة مجاهدي خلق تجعل من النظام يشعر بالکثير من الوجل والقلق من الداخل ولاسيما للأشهر القليلة القادمة.
إقليميا، لم يعد بوسع بلدان المنطقة إستساغة التدخلات الايرانية التي تجاوزت الحدود المألوفة وصارت تشکل دولة داخل دولة، والاهم من ذلك إن الدول الکبرى بدأت تنتبه لهذه المسألة وتأخذ تصريحات ومواقف بلدان المنطقة الرافضة لتلك التدخلات على محمل الجد ولاسيما بعد أن صار هناك نشاط و تحرك أوربي ـ أمريکي من أجل وضع حد للتدخلات الايرانية وإنهائها، وبعد کل هذا، فإن الاوضاع الاقتصادية في إيران هي على أسوء ماتکون الى الحد الذي يرى البعض من المحللين الاقتصاديين بأن إيران على حافة الافلاس، ولاريب من أن عام 2019، لم يبدأ هو الاخر بصورة تدعو للراحة والاطمئنان من جانب النظام، بل إنها تدفعه دفعا للمزيد من شد الاحزمة وفتح الاعين وإسترقاق الآذان، والذي يدعو طهران للشعور بالاحباط واليأس هو إن هناك نوع من التنافر والتفکك في التعاون الروسي ـ الايراني وذلك ماينعکس سلبا على الاخيرة، وبصورة عامة يبدو واضحا بأن النظام في إيران يسير بخطى متسارعة نحو مصير غير مأمون العواقب وإن عام 2019 قد يکون العام الاخير من عمره!