11 أبريل، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

نهاية الكون

Facebook
Twitter
LinkedIn

سافر مع الريح الى نهاية العالم ، عند حافة الكون وجد سورا شاهق الارتفاع يحميه من السقوط في هاوية الفضاء، تحت هذا السور دهليز مظلم ينتهي الى قبو واسع اشد ظلاما،

تتوسط هذا الدهليز بركة ماء رائق زجاجي اللون، هناك فقط وجد احمد ماء الخلود.

في البداية كان خائفا منبهرا بشعاع تلك الجوهرة المضيئة داخل البركة، حين تتعاكس انوارها يتحول ماء البركة الى قمر واسع المسافة ، يشع من هناك لينير السماء من الارض.

لم ير احمد قمرا ارضيا مثل هذا من قبل ، ثمة ارض طينية قادته اليها قدماه ، خطوات ثقيلة متشابكة ادت به الى الانزلاق في ماء تلك البركة رغم حذره الشديد ، عام على سطح الماء الزجاجي الرائق ، تتراقص الانوار المنبثقة من الجوهرة الى سطح البركة كلما تحرك جسده في الماء مكونة رذاذ يرتفع الى الاعلى فيشع منه نور قوسي ملون مثل قوس قزح بدايته في البركة و نهايته في الحافة الاخرى من الكون.

ارتشف احمد جرعة صغيرة من الماء ، شعر بالم شديد في بطنه يمزق احشاءه ثم شمل الالم سائر جسده ، عام ببطئ حتى وصل جرف البركة سحب جسده الى الحافة و استلقى على ظهرة . شاهد من بعيد مارد كبير يحمل عصا طويلة قادم اليه ، حاول احمد الهرب ، تبعه المارد الكبير ، صرخ المارد بصوتا اهتزت له المغارة و دوت في الافق تردداته ، فامعن احمد في الفرار لم يدرك احمد انه شرب من ماء الخلود بعد ، ذلك الماء الذي طالما بحث عنه اسلافنا من قبل ، امعن في فراره الا ان الطريق انتهى حيث نهاية الارض ، ليس هناك ارض باقية ليواصل فراره ، توقف لاهثا ، و قبل ان يدركه ذلك المارد الكبير تسلق السور و القى بنفسه الى الجانب الاخر.

كان الفضاء واسع المسافة بين نهاية الكون و البداية الاخرى . حين وصل احمد الى بداية الكون من الناحية الثانية من قوس النور المشع من البركة تبين له ان المسافة بين البداية و النهاية طويلة جدا ، حين ارتطم بالارض و استفاق من غيبوبته ادرك انه وصل و انه قطع مسافة الف عام بين الحمل و المخاض الجديد.

هناك استقبله السكان بريبة و دهشة كبيرتين ، انه انسان له جلد سميك سقط من كوكب اخر ، كيف سقط ؟؟ كيف وصل الى هنا دون مركبة او سفينة؟ انسان له من العمر بين الحمل و المخاض الف عام ، اذن لابد ان ينزعوا عنه جلده السميك ، جلده السميك هذا سيشغل حيزا كبيرا من الفراغ و قد يتسبب في تلوث بيئة هذا الكون الشفاف.

ربطوه الى دعامة من الزجاج و شرعوا يسلخون جلده ، نزف دم احمر ، زادت دهشة الجميع ، صرخ احدهم بدهشة: دم احمر ؟ من اين جاء هذا الانسان البدائي ذو الدم الاحمر؟؟ و حين فرغوا من سلخ جلده انتصب واقفا فوضعوا له جلده على كتفيه و قالوا له: امض فانت امن في ديار دولتنا الان.

مضى يحمل جلده على كتفيه يمشي و ينزف ،، يمشي و ينزف ،، يمشي و ينزف.

قبل ايام احتفل بعيد ميلاده الاف ، كان يرقص و ينزف ،، يرقص و ينزف ،، يرقص و ينزف.

مضى الف عام اخر و لايزال في شوارع البداية , يمشي و ينزف.

www.hameedauto.com

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب