23 ديسمبر، 2024 6:37 ص

نهاية العوجان عوجه

نهاية العوجان عوجه

دولة رئيس وزرائنا مثلاً, اطلق عفواً خاصاً عن قتلة غير ملطخة ايديهم!! بدماء الشعب العراقي, اغلبهم من المفخخين والمفجرين والذباحين نظيفي اليد والسمعة والضمير, ذات السماحة اطلق من سامراء ساعة صفر لتحرير صلاح الدين, اطلاقتين جمع فيهما “الشتاء والصيف على سقف واحد” وللرئيس اطلاقات قادمة ستتزامن مع ارتفاع وتيرة نزيف دماء وارواح الحشد الشعبي, الغاء هيئة المسائلة والعدالة, الملطخة ايديها بدماء الأبرياء من مجرمي النظام البعثي (غير الصدامي)!!, العفو العام عن الأبرياء الذين تلطخت بدمائهم ايادي ضحايا المقابر الجماعية!!, ثم تشكيل الحرس الوطني ممن سيتبقى من دواعش غير ملطخة الأيدي بدماء واعراض ابناء وبنات العراق!!, سبقتها اطلاقات جهادية من بينها اتفاقية النفط والتي تنازل فيها شيخ المجاهدين عن عافية الجنوب والوسط الى جلالة ملك عشيرة العشائر  .
دولة رئيس وزرائنا (غير المسبوق) حصل على اعجاب الخالة امريكا ومن خلفها المجتمع الدولي, لأن سماحته اعاد بغلة العملية السياسية الى طريق مشروع المقبولية واخواتها بعد ان انحرف بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, لا نعلم كم عدد الأطلاقات المتبقية في (شاجور) حكومة الصفقة, ومتى سيطلق دولته رصاصات الغدر على ظهر الحشد الشعبي.. ؟؟, سعر من سيتراجع مع هبوط اسعار النفط, سعر الدم العراقي امام منصب دولته, ام انها ديون قديمة تراكمت على امتداد احدى عشر عاماً على ذمة العراقيين مقابل التحرير!! تقاعس عن دفعها رؤساء مسلسل الخيانات ويجب دفعها الآن من ارواح ودماء ومعاناة الحشد الشعبي والعراق معهم … ؟؟؟ .
المعصوم المتقاعد, وقد تجاوز سن اليأس السياسي قبل ان يصبح فخامته رئيساً لجمهورية العراق!! مستورثاً عن سابقه الترهل وخرف التصريحات, اطلق رصاصة قراره (تفلة بوجه الضحايا), بعدم التوقيع على اعدام المجرمين الأبرياء الذين بدمائهم تلطخت ايادي “ولد الخايبه”, فأنهى ضرورة وظيفته الكسولة, ولم يبق لديه سوى زيارة استشارية لرئيسه في محافظة اربيل ليتلقى حقنة معنويات, التقى الرئيس مع الرئيس “وظل البيت لمطيره ..” ليعود بعدها (بكيس) اطلاقات قومية يكمل فيها ما تساهل فيه دولة الأطلاقات الجهادية.
ثمة رجفة تجتاح مفاصل مثلث الخذلان من داخل المنطقة الخضراء, ارواح ودماء الشهداء تغير الآن نهجها ومنهجيتها وردود افعالها, انها تنطق كلماتها وتنشد ارادتها وخلفها شعب يشير الى الجهة التي ينتظر فيها العراق حشداً شعبياً فتي المنابع غزيرها وقوات مسلحة, ترى عدوها بعين وتراقب وزير دفاعها بأخرى, ورأي عام وبقفزة نوعية يعيد غزل خيوط نسيج الهوية الوطنية, ليرتق فيها عورات التقسيم الطائفي القومي, المعفنون في كهوف العملية السياسية, تقلقهم نهضة العراقيين من خارج مقبرتهم الخضراء,ثمة شيء سيحدث في الأفق, حراك سيغير الألوان والأسماء والمسميات والمواقع ويعيد كتابة حروف العراق بألوان ربيع الحاضر الوطني الجميل.
لقد سقطت الأقنعة عن وجوه كاذبة ونفوس ملوثة بأوحال الفساد الشامل, هناك ارادة شعبية جامعة والحشد الشعبي صرختها الأولى, ستتوالى الخطوات لتحرير الوطن والمواطن من شذوذ مستورد العملية السياسية, دستور سيُنتف ريش المخجل من عوراته, ودولة ستغتسل من قذارات المتنازع عليها ولوثة المادة (140), سيرفع عن حاضر العراقيين وذاكرتهم فضائح نظام التحاصص والتوافق, على ان يكون رئيس الجمهورية كردياً حتى ولو كان اهبلاً, ورئيس الوزراء شيعياً حتى ولو كان حثالة, ورئيس مجلس النواب سنياً حتى ولو كان دلالاً مشبوهاً, وتصبح الكفاءة والنزاهة وصدق الأنتماء مقياساً لمن يريد وينتخب لتصدر المسؤولية .
الأراذل وما اكثرهم على سطح المعاناة العراقية, يهمس بعضهم الى بعض, ان الحشد الشعبي اصبح واقعاً وطنياً لا خيار لنا فيه, مالعمل هنا, نظموا الأتصالات بينهم والأجتماعات وتبادل الأسرار حول المنقول وغير المنقول, هذا بعد ان اخذ دور السماحات والدولات والفخامات والسعادات يتفكك ومعه تتحلل ضمانة امنهم وامانهم, العراق هو الآخر يمهل ولا يهمل ووحده يحدد مواعيد الحسابات الأخيرة, بعدها سينتظر اغبياء العملية السياسية وكمن سبقهم عفواً عاماً عن الذين لم تتلطخ ضمائرهم وسمعتهم وارصدتهم بالمسروق من ثروات الوطن وارزاق الناس .
العراقيون : يقرأون الممحي.
هناك في الأفق مؤامرة بكل ثقلها الأمريكي الأقليمي وادوات محلية رُخصت وظيفتها الى درجة الأنحطاط, مؤامرة تحاك بمهنية وحرفية وتجارب دموية للنيل من الظاهرة الوطنية للحشد الشعبي, يشترك فيها دواعش البعث بوزرائهم ونوابهم وخلاياهم النائمة في القوات المسلحة, وفيها القيادات الكردية بكل وزرائها ونوابها واختراقاتها, ومعها علاسي وانبطاحيي التحالف الشيعي ورئاسات حكومة الصفقة التي انبثقت عن مؤامرة الألتفاف على العملية الأنتخابية.
العراقيون وعوا واتعضوا بالتجربة التي تصرخ بلغة الدماء والأرواح والمعاناة, قادة وطنيون مخلصون, قادرون على اعادة بناء دولة مدنية وحماية وطن, لا يمكن لهم ان يأتوا من خارج الشارع العراقي وحراك المجتمع من داخله, امامنا تجربة الفساد والمساومات والأنبطاحات التي اسقطت الأقنعة عن الأقنعة, انها (القيادات الوطنية) تتفجر كما هي عليها الآن من منابع الدم التي تهديها قوات الحشد الشعبي للوطن العزيز, هنا على المخلصين ان يتجاوزوا تلك الحثالات ويصطفوا جدار وعي لحماية اخوانهم وابنائهم, ولا يسمحوا لبهلوانيات المخصيين ان تمر عليهم بعد الآن, انهم خذلوا حياة الناس وانسلخوا عن دين الله.