23 نوفمبر، 2024 4:37 ص
Search
Close this search box.

نهاية العرب بسقوط دولتين!!

نهاية العرب بسقوط دولتين!!

بإنسحاق العراق وسوريا بقي للعرب عمودان يحافظان على خيمة الوجود العربي , ويُشعران العربي بأنه صاحب هوية وملامح ومميزات وأنه لا يزال على قيد الحياة.
وهاتان الدولتان تتعرضان لأشرس الهجمات المتصورة والغير متصورة , وتتوجه نحوهما القوى والطاقات الهدّامة السيئة للنيل منهما , وإسقاطهما في مستنقعات الدول الإقليمية الأخرى , وتحويلهما إلى ميادين للتصارعات الدامية كما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
وبرامج الدفع بهذا الإتجاه عدوانية قاسية وضاغطة , ويشارك فيها عرب من البلدين ومن باقي الدول , لإلحاق أكبر الأضرار وتنفيذ المشاريع القاضية بتقسيم كل دولة عربية إلى دويلات.
فالطرح السائد أن الدول العربية قد قُسمت في بداية القرن العشرين وفقا للمصالح الإستعمارية , واليوم على هذه الدول أن تتقسم بالدم.
وما لعبة الإرهاب إلا لرسم الحدود بالدم , بعد أن تم تعزيز الشحن الطائفي والإثني والعرقي والمذهبي , ما بين أبناء المجتمع الواحد , لكي يتحقق التشظي والتنافر والتقاتل والكراهية والعدوانية والبغضاء.
وبعدها يتوفر السلاح والمال والإعلام ووسائط النقل , وكل ما يؤمّن تنفيذ رسم الحدود بالدم.
وما يُراد لهاتين الدولتين هو الذي يتحقق في ديار أخواتها المنكوبة بالويلات الدامية والخراب والدمار, والخطة تمضي وتشارك فيها أبواق عربية ممولة كالمواقع الإليكترونية والصحف ومحطات التلفزة ومنظمات المجتمع المدني المُرتزقة , وقوى إقليمة وعالمية تسعى للإستثمار في الدمار العربي الخلاق!!
ولا بد من أخذ هذه التهديدات العلنية والخفية بجدية وحذر والعمل على ردعها وإفشالها.
وهذا لا يتحقق إلا بإلتفاف الشعب حول قيادته وتماسكه , وإلتصاقه بالوطن كقيمة عليا جامعة , وبالمواطنة الحرة الكريمة المسؤولة.
وما يدور في أروقة التدمير والإتلاف والتفتيت خطير جدا , فكل دولة لها مناوئ إقليمي , معزز بإسناد من قوى عالمية لتحقيق الأهداف المنشودة , ولا يمكن دحرها بغير الوعي الجماهيري والإرادة الشعبية الحازمة الموحدة المتمسكة بقادتها , والساعية للحفاظ على وحدتها الإجتماعية وقيمها الوطنية .
ولهذا فالمطلوب من الشعبين الحذر واليقظة والنهوض بالمسؤولية التأريخية , للحفاظ على سلامة البلدين كما فعل الشعب التركي.
وندعو الله أن يحفظ الدول العربية من شرور أعداء العروبة والدين , ومن الذين يتعبدون في محاريب الضلال والبهتان والتبعية والهوان والخذلان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات