23 نوفمبر، 2024 6:03 ص
Search
Close this search box.

نهاية العراق

هذا هو عنوان اخر عدد صدر لمجلة التايم مكزين الامريكية في 30 يونيو/حزيران 2014 والتي تعتبر الى حد ما معبرة عن وجهة نظر الحكومة الامريكية حيث نشرت مقالا من 8 صفحات  للكاتب ميشيل كولي وجُعل عنوانُ المقال غلافاً للمجلة التي رُسم عليها خارطة العراق محترقة الحدود ونيران مشتعلة من جانب الحدود السورية ,ومن غير المتعارف عليه ان يعطى مقال كل هذا الحجم الا اذا كانت له من الاهمية اشياء كثيرة

تحدث المقال عن تقسيم العراق مرفقا باحصائيات سكانية عرقية ودينية وطائفية تشمل ايران وتركيا والعراق وسوريا ثم يقسم العراق الى ثلاث دول هي دولة كردستان التي تشمل كردستان العراق وسوريا وتضم كركوك ,ودولة سنية تمتد من الموصل شمالا الى الكويت جنوبا لتشمل بغداد و كل مناطق الحدود العراقية مع سوريا والاردن والسعودية ,ودولة اصغر للشيعة في وسط العراق لكن الغريب انها تشمل اراض مهمة من الساحل الكويتي لتترك الكويت كصحراء بتقسيماته هذه

واستعرض الكاتب نتائج اجتياح مايسمى بداعش ومسلحين سُنة  للموصل والكثير من المناطق الشمالية للعراق مشيرا للجرائم التي ارتكبت هناك وانها بداية للتقسيم القادم ليختم مقاله بانها نهاية العراق

لم تكن هذه المرة الاولى التي يشار فيها الى موضوع التقسيم المطروح لمستقبل العراق في دوائر استخباراتية وسياسية غربية لاسيما في امريكا واسرائيل وبريطانيا الا ان الملفت هنا ظهور هذا المقال متزامناً مع اجتياح الموصل المتبوع بتصريحات الكرد الانفصالية ومطالبة سُنية باقامة اقليم على استحياء من ذكر اقامة دولة

فالمتابع لما حدث يجد ان هناك عملية كبيرة قد تم تدبيرها منذ فترة لتطبيقها على ارض الواقع بالاتفاق مع اطراف عراقية

وهنا اود التذكير بما قاله كيسنجر عام 2006 حينما رآى ان العراق ينتظره مصير يوغسلافيا في التقسيم ,لقد تم تقديم دراسات وافية من مختلف المعاهد والباحثين حول تقسيم العراق ,واذكر بعض منهم كالاستاذ القانوني آلان توبول الذي قال ما المانع من اضافة ثلاثة دول للعالم والباحث القانوني انتربرايزجون والاستاذ القانوني بيركلي اضافة لجون بايدن نائب الرئيس الامريكي

وعلى ضوء الاحداث التي جرت وتجري فان المشروع يحتمل انه بدء جولته الاخيرة فعلياً فبدايته لانستطيع تعيينها بالضبط فقد تكمن منذ اسقاط نظام صدام حسين فالامر جزء من مايسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير فالمنطقة استحقت التغيير الجيوسياسي خصوصا بعد حرب تموز 2006 على لبنان فقد كتب الكولونيل السابق في الاستخبارات الامريكية رالف بيترز في كتابه

 Never Quit The Fight.

كتب عن تغيير واقع الشرق الاوسط الكبير من تقسيم دول ودمج بعضها وانشاء اخرى معللا نظريته بجدلية الحدود الموضوعة عشوائياً في القرن التاسع عشر بنسيح بريطاني فرنسي ,ولاختلاف القوميات والاعراق والديانات وتداخل الاقليات تنشئ نزاعات وصراعات مستمرة  نتيجة التطرف عقائدياً كان او قومياً , لذا فمن الافضل تغيير الشرق.

 ان مشروع التقسيم في العراق والمنطقة ,لاريب يصب بمصلحة الكيان الصهيوني وامريكا اللتان انتهجتا نظرية فرق تسد والشروع بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وتجزئة المجزء لاضعاف المنطقة وتسهيل السيطرة على مقدراتها وكذلك للاقتراب اكثر من الحلم : اسرائيل من الفرات الى النيل

ان هذا المشروع لايتحقق بمجرد عرضه على اطرافه المعنية الذين سترتفع لديهم حمية الاوطان وبيارغ الوحدة لذا فلكل مشروع ادواته فحينما يُرى الموت سيرضى الجميع بالحمى وهذا ماقامت به ادوات التقسيم من تقتيل ودمار وعنف ورعب وبث روح الياْس والحقد والكراهية بصناعة الفتنة التي هي اشد من القتل لتفتيت المجتمعات تمهيداً لقبولها بالخلاص باي واقع جديد مفروض

لقد كشفت الاحداث الاخيرة زيف ادعاءات الذين رفعو شعارات القومية والوحدة الوطنية حينما مهدو ويسرو وصفقو لخطوات التقسيم تحت حجج واهية تخفي اطماعهم الشخصية بتحقيق احلام سلطوية ولو على صخرة او ارض جرداء متاجرين بوطنهم وشعبهم فثورة لاسترجاع الحقوق لاتكون بالخيانة  وببيع الاوطان

فهل سيكون للشعب العراقي قول الفصل في اتحاده بوجه اشرس اعصار يضرب وحدته ام اننا سنشهد نهاية العراق

أحدث المقالات

أحدث المقالات