بكل صفاقة واستهتار ما انفك رئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب يردد ويتباهى بنجاح الضربة الاميركية على المنشأت النووية في ايران ويشكر طهران لانها اخبرت ادارته عن نيتها ضرب قاعدة العديد في الدوحة ما نتج عنه التصدي للصواريخ الايرانية ال 14 حيث تم اسقاط 13 من هذه الصواريخ والصاروخ اليتيم سقط في منطقة لم تسبب اية اضرار بشرية او مادية للقاعدة الاميركية .. رواية تكررترديدها من قبل ترامب ومسؤولين اميركيين اخرين من بينهم وزير الدفاع من دون ان يصدر من طهران اي نفي او توضيح .. وبغض النظرعن دقة وصحة ما قيل ويقال عن افراغ محطة فوردو الايرانية من اليورانيوم المخصب قبل تنفيذ الطائرات الاميركية ضرباتها الصاروخية .. وبعيداً عن كثرت التصريحات عن نجاح الضربة الاميركية ام لا في تنفيذ هدفها بتعطيل قدرات ايران في استمرار برنامجها النووي ، فان الحقيقة وبصراحة ما زالت غامضة وضائعة وسط هول ما نسمع من التصريحات الصادرة عن ترامب وسواه من المسؤولين الاميركيين او مجرم الحروب نتنياهو ووزرائه ىفي الكيان الصهيوني الغاصب بل حتى من الايرانيين انفسهم .. لذا ترانا مضطرين للبحث عن حقيقة كل ما حصل اثناءو بعد ال12 يوم من العدوان الصهيوني الغاشم على ايران في تقارير وتحليلات خبراء ومحللين دوليين .. ومن الطبيعي جداً ان هذه التحليلات ستكون متناقضة ايضأ وبحسب ميول واتجاهات المحلل او الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية وسواها ..ونعلم ان ماكنة الاعلام الصهيونية ومعها الاميركية تتقن لعبة تحريف وتزييف الحقائق بما تمتلكه من وسائل وخبرات في مجال التضليل , غير ان هذا كله لا يمنعنا من تعطيل عقولنا والانجرار وراء شعارات تصدر من هنا وهناك تتبنى وهم نصر مزعوم .. فجميع الدلائل تشير الى ان الادراة الاميركية ومعها الكيان الصهيوني استغلا بابشع صورة العدوان على ايران ، وظهر ترامب وكأنه بطل ( السلام) واي سلام هذا الذي يتبجحون به وهم بكل غطرسة يعلنون عن منع ايران من امتلاك برنامج نووي .. من يتابع اقوال وتصريحات ترامب ووزير خارجيته ووزير الدفاع ومن يستمع الى خطابات ممثلي دول حلف الناتو في مؤتمر الحلف الاخير في لاهاي واشادتهم بترامب وبالضربة الاميركية على المنشأت النووية الايرانية ، لايمكنه الا ان يشعر بالغثيان والوجع والحسرة على ما وصل اليه العالم من هوان حتى صار يمجد العدوان وقتل الابرياء .. بل وصل الامر الى محاولات طمس الحقائق والاعلان ان ما قام به الكيان الصهيوني من عدوان وبمشاركة اميركية واضحة وانحياز اوربي للصهاينة هو من اجل السلام في المنطقة .. فاي ضحك على الرأي العام واي استهتار ؟!!
وبصراحة لست متفائلا بالنتائج ويبدو ان العالم مقبل على احداث خطيرة ومرعبة وان الخاسر الاكبر فيها شعوب ما يسمى بالشرق الاوسط وفي مقدمتهم العرب بسبب ضعف النظام الرسمي في دولها سواء العربية او الاسلامية وعجزه عن توحيد صفوفه لمواجهة الغطرسة الاميركية وذراعها العدواني الكيان الصهيوني فهم خصوم لبعضهم البعض واعدائهم متوحدين..وتبقى الحقيقة ضائعة ما دمنا كشعوب قبلنا ان نكون مسلوبي الارادة ونصفق للطغاة الفاسدين في اوطاننا ..