28 ديسمبر، 2024 6:37 م

نهاية الحضارة الغربية بفكر الشهيد محمد باقر الصدر ” قدس سره “

نهاية الحضارة الغربية بفكر الشهيد محمد باقر الصدر ” قدس سره “

يرى غالب الحدثاويين والمنبهرين بالتطور الصاروخي الصناعي والعلمي والفلكي, الذي يتصدر المشهد في العالم الغربي والشرقي، أن لا نهاية لتلك الامم والعوالم الالحادية والعلمانية.
كثير من الناس عند التحدث معه, حول قرب نهاية الحضارة الغربية، يهزأ بفكرك ولا يعلق بأي بريق أمل لتلك النهايات, ولو بعد الف عام بفهمه المادي, وهذه نتيجة لابتعاد الانسان عن السماء والعدالة الإلهية، ورسوخ المعتقد اللا ديني، واعتناقه للنتائج المادية الملموسة باليد، و المرئية بالعين, فأصبحت حساباته مسلمه للموجودات فقط, وكل شيء مادي لا ينتهي ولا ينقضه الا المادي, فمثلا في الخبر العالمي اليوم والذي اصبح لا ينفك عن حاضرنا، فنمسي ونصبح عليه, ألا وهو الحرب القائمة بين اعظم وحوش الارض, الدب الروسي بإسناده من التنين الصيني من جهة, والغول الامريكي يسانده اسود وفهود مملكة بريطانيا, وخنازير ايطاليا من جانب اخر, في ارض اوكرانيا.
تشهد كل النتائج والتحضيرات الموجودة على الارض اليوم, من قبل الاطراف المتصارعة، لم تسجل مثيلات استعداداتها تواريخ الحروب السابقة, من التجاهر بالسلاح النووي في البر والبحر والجو, فالواقع يقول ان العالم الى صدام نووي لا محال وان كان مؤجل الآن, وذلك ما صرح به الرئيس الروسي “بوتين” عام 2022 لأكثر من مرة، بقوله ( لا حاجة لعالم لا مكان فيه لروسيا ) اي ان القضاء على روسيا في هذه الحرب يعني فناء العالم، وهو تعبير عن الانتحار النووي.
تماشيا مع ما تقدم ان الله سبحانه وتعالى, قد اخبرنا ان من سبقكم كان اكثر منكم قوة وأولي بئس شديد, فالحضارات الفرعونية والبابلية والسومرية والرومانية والصينية, كانت ايضا مسيطرة على اطراف الارض, ولكن اخذتها العزة بقوتها واقتدارها العسكري والعمراني, فابتعدت عن الله تعالى بقتلها الانبياء والرسل, فأهلكها عز وجل لتماديها إلافساد في الارض.
عوداً على عنوان بحثنا، يرى السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه (المتوفى 1980ميلادية) في كراسه الصغير (بحث حول المهدي عليه السلام) صفحة 67-68 ان نهاية الحضارة الغربية مسألة طبيعية, نتيجة لابتعاد تلك المجتمعات عن الله تعالى, وان نهايتها ستكون بحرب تقضي على الجميع, وكأنه يعلق على الرواية المنقولة عن أبي بصير، التي ينقلها عن أبي عبد الله عليه السلام (لا بد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء ) معبرا عن ذلك بقوله (نتيجة طبيعية لتناقضات التاريخ المنقطع عن الله(عز)، التي لا تجد لها في نهاية المطاف حلاً حاسماً فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر) ثم يشير رضوان الله تعالى عليه، إنه بعد تلك الحرب – النار- بقوله (ويبرز النور في تلك اللحظة؛ ليطفئ النار ويقيم على الأرض عدل الله ) أي أن قيام القائم بعد النار التي تهلك فيها قوى الاستكبار العالمي.
أن نبوءة السيد الشهيد قدس سره, ما هي الا دراسة لتاريخ حضارة العالم الجديد, التي بدأت بقنبلة هيروشما ونكزاكي, اللاتي قرعتا جرس انذار نهاية المجتمعات المادية, التي اعتنقت ثقافة قوم لوط وفرعون, وان الصراع على ثروات الارض, التي وزعها الله تعالى بعدالته بصورة متساوية, لا بد ان ينتهي ليأخذ كل ذي حق حقه, بعد ان افسد ذلك الميزان شياطين الارض.
السنن التاريخية للإنسان تقول انه لن يدوم الباطل، وهذه إحدى الثوابت التي جرت عليها قرون الأولين، قال تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس )سورة القصص الآية ٤٣.