يوم (24/3/2013) كتب الزميل والصديق عادل العرداوي مقالاً تحت عنوان : (ذاهبون الى سوق الشيوخ) ، عرض فيه جانباً من استعدادات وفد (رابطة المجالس البغدادية الثقافية) للسفر الى مدينة سوق الشيوخ تلبية لدعوة تلقتها الرابطة من زميلنا الباحث والشاعر ماجد مفتن السفّاح . ومضى العرداوي للقول : لابد من تسليط الضوء على الطاقات الكامنة غير المكتشفة لعشرات الفانانين والشعراء والمؤلفين والنقاد الذين تزدهر بهم مدن العراق ، ومنها سوق الشيوخ .
عودةٌ بعد ذهاب
واذا كان العرداوي قد تحدث عن استعدادات للسفر ، فانني أعرض جانباً من سفري الى تلك المدينة التي تتنفس شعراً .
فاستجابة لدعوة من عميد مجلس (آل حيدر) الثقافي الأديب وميض جميل حيدر ، كنت على منصة الحديث في ذلك المجلس عارضاً تجربتي بين الكتابة والهندسة . وأمام جمع من أدباء ومثقفي المدينة كان حوراً باتجاهين .
أدار الأُمسية الأديب حسن الشنون . وكان لابد أن أطرح تساؤلين ، أرى أن الاجابة عليهما ، تشكل مدخلاً ضرورياً للحديث ,
أولها : لماذا يصبح مطلوباً من الكاتب التحدث عن سيرته الذاتية ؟ .
والثاني : لماذا فضلتُ الحديث في مجلس آل حيدر ؟ .
وفي اجابة اجمالية على هذين التساؤلين ، ذكرتُ ان الكاتب ، في رأي العديدين ، هو مُلكية عامة ، لذلك عليه ان يكشف لجمهوره عن بدايات عطائه ، والعوامل التي ساعدته على بدايات الصعود . لذلك أرى ان الحديث عن السيرة الذاتية ليس تجاوزاً للخصوصية . أما الحديث في مدينة سوق الشيوخ ، فهو جزء من الوفاء للمدينة .
في الابتدائية والثانوية
وعندما حُسم هذا الأمر ، عرضت جزءاً قد يكون مهماً من بدايات تعلمي ، اذ دخلتُ مدرسة الكرمة الابتدائية بالعام الدراسي (1949 – 1950) . وبدأتُ محاولاتي الشعرية . وكان استاذي ومعلمي ودليلي في ميدان الشعر ، هو الشاعر الراحل السيد مصطفى جمال الدين . وقد نشرتُ قصيدتين في عددين من المجلة التي تصدرها المدرسة ، وكانت مجلة مطبوعة ، حيثُ طُبعتْ في مطبعة (الغري) في النجف ، وأصحابها عائلة المطبعي المعروفة .
الكتابة في الصحف
وأنا طالب في الصف الخامس الثانوي ، ومن مدينة الناصرية ، راسلتُ جريدة (المواطن) البغدادية ، حيثُ نشرتْ لي تلك الجريدة قصة بعنوان (خواطر عائدة) . كان ذلك في نيسان عام 1961 . وأعتبر ذلك تاريخاً لبدء مسيرتي الصحفية .
وعام 1971 ، تخرجتُ من كلية الهندسة بجامعة بغداد ، وعملتُ مهندساً قي مطبعة جريدة الثورة . وهنا كانت الصحافة والهندسة وجهاً لوجه . وكانت العلاقة تفاعلية وتكاملية بينهما ، ولم تكن علاقة نفي وطرد .
وبوضوح : لم ألجأ للهندسة هرباً من الكتابة ، لانها تحصيل أكاديمي أعتز به . واذكر أن شخصيات علمية عديدة توجهتْ نحو الكتابة والتأليف (الدكتور كمال السامرائي) مثلاً .
شهادات .. ومداخلات
وفي بداية الأمسية ، القى الأديب حسن الشنون شهادة الكاتب عادل الدلي ، تضمنت استعراضاً لعلاقتنا المتبادلة .
وتصادف إنعقاد الأُمسية مع حضور شخصيتين من خارج القضاء ، هما : الدكتور خلف محمد حسين الجبوري (من الشرقاط) والاستاذ في كلية الآداب بجامعة تكريت ، والذي قدم مداخلة أشاد فيها بالمناخ الأدبي السائد في مدينة سوق الشيوخ . والثانية هو الاستاذ خضير خلوف المالكي من الصويرة .
ثم بدأت التعقيبات والمداخلات التي أغنت موضوع الأمسية ، والتي دامتْ ساعتين تقريباً .