بعد الضجة الكبيرة التي احدثتها تصريحات السيد العبادي الأخيرة حول كشفه 50 الف وهمي مسجلين في وزارة الدفاع وحتى الآن ردود الأفعال مستمرة حول تصريحه هذا الذي اخذ حيزا كبيرا من المنشورات والتعليقات على الفيسبوك مطالبة العبادي بالكشف المزيد من هؤلاء الوهميين في وزارة الداخلية والوزارات الأخرى التي اثقلت ميزانية الدولة التي تعاني هذه الأيام من شح شديد وملاحقة ومعاقبة الذين وفروا غطاءا لهؤلاء ووسط هذا الاستبشار الشعبي التي تلقته تصريحات العبادي وتعهده امام مجلس النواب الكشف عن المزيد من ملفات الفساد وفضح المتسترين عليها وفي خضم التأييد الشعبي والتشجيع الاعلامي لما يقوم به السيد العبادي نطالبه ان لا يقتصر تركيزه عل وزارتي الدفاع والداخلية فحسب وان ينتقل اهتمامه الى مؤسسة اديرت بشكل سيء ابان حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهي البنك المركزي العراقي محفظة المال العراقي فقد قام المالكي قبل تنحيته بفترة قصيرة من تنحيته تعيين علي العلاق محافظا للبنك المركزي بدلا من عبد الباسط تركي الذي اثبت فشلا ذريعا في ادارة هذا البنك كما اثبت العلاق ضعفا واضحا في إدارة هذا البنك الذي يعد الحارس الأمين على الأموال العراقية من خلال عدم اتخاذه منذ تعيينه قرارات جريئة في اصلاح ما افسده عبد الباسط تركي المحافظ السابق وشلته من المدراء العاميين سيما اؤلئك المسؤولين عن مزاد العملة والتحويلات والموافقة على فتح الاعتمادات الذين راحوا يجاملون مصارف خاصة على اخرى ومدى قرب اصحابها من المالكي وابنه احمد ولو فتح المحافظ الحالي تحقيقا محايدا سيجد حجم الفساد وسوء الادارة الذي تسبب به عبد الباسط تركي ومدير عام الصيرفة والائتمان عبد العباس خلف سلطان لعثر على العجب العجاب لكن لا نرى العلاق قادرا على فعل ذلك لذا نطالب السيد حيدر العبادي الاسراع في تقييم اداء البنك المركزي خلاف فترة رئاسة عبد الباسط تركي له وايضا تقييم اداء المحافظ الحالي للمركزي وهو علي العلاق الذي لم يقم باي اجراء او اصلاح لإدارات البنك منذ توليه المسؤولية فقد اثبت فترته هذه ضعفا واضحا وجليا بل تراجعا في اداء البنك على الصعيد المحلي وعدم قدرته على تنشيط عمل المصارف الخاصة وترك ذلك للمبتزين من مدراءه العامين .
امام السيد حيدر العبادي مسؤولية وطنية كبرى وهي القيام باصلاحات سريعة وجذرية وجريئة في ادارات البنك المركزي دون هذه الاصلاحات ومنها ايجاد بديل عن المحافظ الحالي وتغيير المدراء العامين المسؤولين عن مزاد العملة والتحويلات وفتح الاعتمادات دون الاسراع في هذه الاصلاحات يكون قد اثر سلبا في تنشيط الاقتصاد العراقي الذي يعاني من تضخم كبير وشح في المال بسبب تراجع اسعار النفط .. نأمل من رئيس الوزراء كل ما هو خير منتظرين ما سيقوم به من اجراءات فيما يخص اهم واكبر مؤسسة في البلاد وهي البنك المركزي العراقي .