23 ديسمبر، 2024 6:09 م

ان فسحة الحرية التي حبانا بها الدستور تملي علينا ممارسة حقوقنا بارادة تحتكم للمبادئ الالهية والانسانية والاخلاقية والوطنية ومن البديهي ان تكون فلسفة الدولة التي تبنى على القواعد الديمقراطية تؤدي الى مخاض السلطة التي نصنعها نحن العراقيون بارادتنا مما يتطلب منا وفق هذا السياق ان نكون مخلصين كل الاخلاص مع ضمائرنا وشرفنا عندما نتوجه لرسم صورة المستقبل لبناء العراق بالشكل الذي يبعده عن شرر اي فكر طائفي او حزبي او قومي حيث للاسف الشديد ترى ان التوجه للطائفة او الحزب اصبح البديل الخادع عن الوطنية التي تعني الانسانية واختيار الانسان.
وما الانتخابات الحالية الا نتاج ينتظر قولة الحق والضمير حيث قولة السيد المسيح (ع) يقول الحق دعوني عرياناً فأني لا استحي , من هنا علينا ان نبتعد عن المحاباة والمجاملة والخضوع لارادة اصحاب المال اذ انهم لا يريدون شيئاً سوى الوصول الى سلم السلطة وجعل من بسطاء الناس جسراً لموكبهم النتن حيث الجلسات والولائم والهدايا التي كلها لا تصب الا لديمومة وجودهم وما ان تنتهي عملية التصويت نراهم يتناسوا من اعطاهم الثقة.
ان الاوطان لا تبنى الا بالخطاب الوطني الخالص وما تجربة بلدان العالم الا حافز يدفعنا لحسن الاختيار لتاريخ المرشح وسجله الوطني ووعيه وثقافته ومهنيته قبل ان يغرينا بامواله ووعوده … اننا ننتخب من ينتمي لمدينته واهلها وبدون تفرقه ننتخب المرشح لا بصورته البراقة بل نريده عراقياً بجذوره بحبه ببساطته بدمائه باخلاقه بتجاربه ان كانت له تجربة وعلينا ان نميز بين من رشحوا لاول مرة ومن كانوا على ذمة السلطة وعلينا القياس بين ما قدم من خدمة وتضحية بعيداً عن الاهواء النرجسية فالضمير له منطق وله عيون تستقرأ في الوجوه لتجد من يحمل العراق على اكتافه لا ان تحمله وسائل الترغيب بوعوده للاخرين او محاكاته الناس بالمال انها مسؤولية اخلاقية ودينية ان نلتزم بحين الاختيرا اختيار من يتولى بعض امورنا بمحبة وتفاني وتواضع اخلاقي بهذه الصفات التفاخر باصبعي البنفسجي لو قدر لي ان انتخب.