ينادي العراقيون فريقهم الوطني بكرة القدم ( أسود الرافدين ) وهي كناية عن القوة والإقدام، وصار العالم كله يسمي لاعبي العراق بهذه التسمية التي تليق بهم، وهم يقدمون مستويات متقدمة في مباريات كرة قدم في بطولات مختلفة، وإلتصقت التسمية بهم.
ظاهرة التنمر عالمية، وهي تصيب الصغار والكبار وطلاب المدارس، وتأخذ أشكالا مختلفة تتراوح بين التحرش الجنسي والضرب باليد، والألفاظ القاسية التي تصدر من أشخاص نتيجة الشعور بالقوة، ولكنها في الحقيقة تعبر عن عدم توازن نفسي وأخلاقي وتربوي لأن الأسوياء لايكونون بحاجة الى مثل هذا السلوك، وهي أيضا نتيجة لخراب المجتمعات، وضعف الحكومات، والأوضاع الإقتصادية المتردية التي تنعكس على واقع الناس العاديين الذين يفشلون في لجم صغارهم عن ممارسة الأفعال السيئة، والتعدي على الآخرين في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية، وفي الأماكن العامة والشوارع.
التنمر ظاهرة تنتشر في العراق بشكل مثير للقلق، وتحولت الى سلوك يومي يمكن ملاحظته على الأفراد والمجموعات، وعلى شكل ألفاظ قاسية، وتسلط من الصغار على الكبار، ومن فئات إجتماعية على أخرى، ويمكن ملاحظة ذلك في سلوك بعض العشائر، ومجموعات التجار والسياسيين والموظفين والمسؤولين التنفيذيين وطلاب الجامعات والمدارس، حتى بدا واضحا إن العراق اليوم ساحة لممارسة القوة غير القانونية. فلا يمكن التأكيد على دور القانون في البلاد، حيث لايعترف به العام والخاص، ويتجاوزه الناس لتلبية مصالحهم الخاصة، وهناك خروج عن التقاليد المعروفة، سواء كانت تقاليد سلوك، أو تقاليد عمل وعادات وثقافة وعلاقات إجتماعية معروفة.
هناك مشاكل إقتصادية تضرب العراق، ومشاكل أمنية، وخلافات عميقة في السياسة جعلت الكثير من الناس يعيشون في ظروف صعبة ومعقدة للغاية، وعانت فئة الشباب من تلك التداعيات، ولذلك كان طبيعيا أن تجد ظاهرة التنمر وهي تضرب تلك الفئة، وحتى المثقفين من الشبان الذين يفرضون آراءهم وتوجهاتهم بعنف وبقوة، سواء بالكلام، أو الإصرار على الموقف، وحتى بالتجاوز اللفظي والضرب، ويتحول الكبار الى أسرى في عهدة الصغار نتيجة إختلال في التوازن المجتمعي المعتاد الذي يتحول الى الفوضى، وسيطرة فئة على حساب أخرى، ولايكون للقيم المعتادة في التربية والتعليم والأخلاق دور يذكر، بل تتعدد المفاهيم والرؤى، وتختلف التوجهات، ويكون الناس في حال من الضياع.
وهل من ضياع أكبر من هذا؟
ربما هناك ماهو أسوأ في القادم.