لم يشهد عالمنا العربي خلال السنوات الماضية أي حالة فريدة من تنازل مسؤول عربي أو قائد عن السلطة إلا حالة واحدة ألا وهي تخلي الرئيس السوداني عبد الرحمن محمد سوار الذهب عن الرئاسة والذي تمثل في حالة فريدة من نوعها في عالمنا العربي، والذي دعانا أن نستذكره هو أنه لم يفشل في مهمة قيادة السودان ولم يكن من مجموعة الفاسدين أو استخدم صلاحياته الرئاسية لأغراض شخصية، وإنما وجد أن هذا المنصب يجب أن يترك لمن هو أجدر به ويكون خادماً لشعبه وأمنه، لا بد أن نضع هذه الشخصية التي رفضت جميع الإمتيازات الرئاسية والإغراءات لكي لا تكون في صف من لا يرحم ولا يكن للمسؤولية أي احترام ولنبدأ بموضوعنا هل من المسؤولين والوزراء والنواب من يحذوا حذو هذا النموذج النقي الذي تخلى عن المسؤولية ليس فشلاً وإنما يترك المنصب لمن هو أفضل، ولكن لا نجد مثل هذا النموذج قد يتكرر في عراقنا ولم أسمع أي مسؤول تخلى عن المسؤولية علماً أن كل مرافق الدولة فاشلة بنسبة كبيرة ولم نسمع أن هناك مسؤول اعترف بفشله أو عدم قدرته على إدارة مسؤوليته.
هل استمع المسؤولين لمطاليب الجماهير التي خرجت في جميع محافظات العراق والتي تطالب باجتثاث الفساد والفاسدين حتى البرلمان اليوم لا رائحة له أو طعم في اتخاذ أي رد فعل اتجاه مطاليب الجماهير فقط نشاهدهم في المحطات التلفازية وتصريحاتهم الرنانه التي مل منها الشعب، وهل شاهد احد من النواب وتجول في المناطق التي اغرقتها الفيضانات الأخيرة التي حدثت في بغداد عاصمة العراق ولم تتخذ الحكومة من شأنه ان يخفف من الدمار الذي حل بل بنى التحتيه والفوض والتي أوصلت البلد إلى هذه الحالة السيئة.
المسؤولية الوطنية والأخلاقية تتطلب من هو الآن في السلطة أن يعترف أمام الجميع أنه فشل في أداء مهامه وأن السكوت أو التهرب من المسؤولية يضع العراق أمام انهيار تام في جميع مرافقه لذلك على الحكومة والبرلمان أن يعوا خطورة المرحلة ولايتصورون ان الشعب غافل عن هذا الاهمال نقول وبكل صراحه انكم لاتصلحون ان تقودوا هذه الدوله وان الفساد المستشري زاد عن حده لذلك عليكم ان تصارحوا شعبكم وتتركوا مناصبكم لما هو افضل منكم واخلص للعراق وشعبه.