23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

نموذج طالبان .. والدرس العراقي !!

نموذج طالبان .. والدرس العراقي !!

كما هي العادة ،اختلف اهل الراي كل حسب مدرسته الفكرية في تحليل الاتفاق الأمريكي مع طالبان برعاية قطر ومشاركة تركيا وإيران .. عن ذلك الدرس العراقي المفترض ان يتوقف الجميع امامه ..ممثلا في نموذج ( عراق واحد …وطن الجميع ) وليس عراق المكونات الطائفية والقومية لامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد!!
الدرس المفترض ان يفهمه جميع من يتصدى للشان العام الجمعي العراقي سواء أكان سياسيا ام من أصحاب الرأي ان الاتفاق وقع نهاية عام ٢٠٢٠ بوجود ادارة الرئيس الامريكي ترامب وتم تنفيذه من قبل ادارة بايدن الحالية .
والجهات المشاركة فيه كل منها له ارتباطات واضحة وصريحة ومفهومة لاعادة رسم الشرق الأوسط الكبير ..
اما المغالاة في الاصرار على مواقف سياسية وكان كل حزب بما لديهم فرحون فلا يستمعون الا الى أصواتهم فقط ولا ينظرون الى الحقائق المستجدة الا من زواية تتطابق مع اجنداتهم الحزبية.
المفترض ان تكون النخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة العراقية اكثر وعيا من افخاخ التضليل الحزبي بكل تنوعاته من يغرد وكأن طالبان من بقية حزبه ..او من يبكر في لعنها عليهم فهم أن السياسة الدولية لا تقوم على اجندات ايدولوجية بل على مصالح استراتيجية.. ومضمون البراغماتية الأمريكية التحول في اعادة صياغة السياسات المرحلية لتطبيق مشاريعها الاستراتيجية .
وقياس الهزيمة والانتصار حسب المنظار لامراء الطوائف السياسية العراقية ..يختلف كليا عن منظار المؤسسات الامريكية التي تتعامل مع المخطط الاستراتيجي بعقل منفتح لحساب الأرباح وإعادة النظر في طرق وأساليب جني هذه الأرباح على حساب مصالح الشعوب !!
عراقيا يفترض ان يطرح السؤال المركزي والأهم… هل واقعنا اليوم يحقق مضمون ( عراق واحد ..وطن الجميع ) ام لا ؟؟
ومناقشة التساؤلات الحقيقية عن اليات ومعايير بناء دولة الحلم للحكم الرشيد والمواطنة الصالحة الفاعلة .. ولا يتحقق ذلك بالمقارنة مع احداث اقليمية … مرة هناك من يريد ( سيسي عراقي يقود انقلابا) واخرى هناك من يطرح ( النموذج التونسي ) وثالثة من يقارن هزيمة الأمريكان في أفغانستان بالواقع العراقي .
لكن …
ليس هناك من يطرح السؤال الاهم والابرز ( كيف نحقق تطبيقات حكم رشيد يساوي بين المنفعة الذاتية للمواطن والمنفعة العامة للدولة العراقية في وطن واحد ؟؟) عندها سيكون هناك إباء مؤسسين لعراق جديد ..يجلس بكل فخر واعتزاز ندا لاي دولة إقليمية او دولية يتعامل معها من منطلقات مصلحة دولة وشعب متفق على عقد اجتماعي دستوري صحيح للحفاظ على مستقبل اجيالنا المقبلة…
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!