5 نوفمبر، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

نموذج طالبان لايصلح للعراق

نموذج طالبان لايصلح للعراق

ما ان دخلت قوات طالبان كابل معلنة انتصارها حتى بدأ البعض يروج لامكانية تطبيق سيناريو ما حدث في افغانستان متجاهلا الاختلافات الكثيرة والعميقة في عقلية وافكار ورؤى العراقيين عن الافغان بل حتى الاختلاف في النظرة الى تطبيق العقيدة الاسلامية واحكامها في المجتمع .. فالمواطن العراقي وبرغم كل الطروحات الطائفية التي غزت المجتمع بعد الاحتلال الاميركي ميال الى الحكم المدني وترسخت هذه الميول بعد كل الويلات التي سببها ادعياء الدين والمتاجرين به والفشل الذريع للاحزاب الاسلاموية بل فسادها المشين والمخزي.. كما ان تاريخ العراق السياسي يسجل للتيارات الوطنية بمختلف اتجاهاتها الماركسية او القومية او الليبرالية عمقاً لايمكن تجاهله برغم انحسار تاثير التيارات الوطنية لاسباب كثيرة اضافة الى ان التطرف الديني حالة شاذة في المجتمع العراقي وغريبة عليه حتى وهو يمارس طقوسها يوميا او في المناسبات الدينية وظهر هذا التطرف جراء افرازات الاحتلال السيئة ..
وبرغم رفضنا للاحزاب الاسلاموية وممارساتها غير اننا لايمكن ان نقبل بتكرار حالة طالبان في العراق بل نرفضها لانها تعني اغراق الوطن بدوامة صراعات طائفية تاكل الاخضر واليابس .. ما حصل في افغانستان درس كبير نعم وينبغي من القوى والتيارات المدنية التوقف عنده قبل غيرها من اجل ترسيخ القيم الوطنية ووضع الخطوات المناسبة لاجراء التغيير الجذري بعد ان اثبتت احزاب السلطة انها غير مؤهلة للاتعاظ من دروس الماضي او الحاضر بما فيها تجربة انسحاب القوات الاميركية من افغانستان التي سبقتها مفاوضات اميركية مع طالبان في الدوحة مهدت لسيطرتها على المدن وصولا الى كابل العاصمة ..
كمواطنين نبارك للشعب الافغاني الانتصارعلى الاحتلال الاميركي بغض النظر عن تباين الاراء في اسبابه وبعيداً عن التدخل في شؤون الاخرين نتمنى للشعب الافغاني ان يتمتع بالسلام والامان والاستقرار بعد سنوات طويلة من المعاناة والصراعات الدامية ونأمل ان يعي قادة طالبان المتغيرات في العالم ويبتعدوا عن اللجوء الى القوة في فرض احكام الدين وتشريعاته في المجتمع وتأكيد نواياهم في رفض الارهاب ، لكننا في نفس الوقت لا نتمنى استنساخ التجربة في وطننا واملنا كبير وراسخ بامكانية جماهيرنا وقواها الوطنية على احداث تغيير كبير سلميا عبرعنه شباب العراق في انتفاضة تشرين 2019فقد تحملنا منذ نيسان 2003 الكثير وصبرنا وصرنا نلمس صحوة شعبية وطنية باتجاه التغيير ونبذ المحاصصة ورفض التيارات المتسترة بالدين ..
تجربة افغانستان وقبلها تجربة شاه ايران وحسني مبارك وغيرها من تجارب الشعوب اكدت حقيقة لا يريد ان يفهمها عبيد الاجنبي من السياسيين ، بان المحتل سرعان ما يتخلى عن اتباعه عندما تسقط ورقتهم وان البقاءللشعوب ولمن يمثل تطلعاتها المشروعة من الاحزاب والتيارات السياسية مهما طال الزمن او قصر ..
مرة اخرى نكرر ان كل عراقي غير ملوث يأ مل بتغيير شامل تتحقق فيه سيادة الوطن وامنه بعيداً عن اي تدخلات دولية او اقليمية ، لكنه لا يقبل ان يقايض تاريخه السياسي الوطني وتضحيات قواه الوطنية بنموذج طالبان مع تقديرنا واحترامنا لارادة شعب افغانستان .

أحدث المقالات

أحدث المقالات