بداية اعظم الله الاجر لزائري الامام الحسين عليه السلام من العراقيين ومن كافة الجنسيات العربية والدولية بحجهم الى كربلاء الإباء والشهادة . .
واود هنا طرح مسألة مهمة تصب في الصالح العام العراقي ولست بباب انتظار اية اجابة من الحكومة العراقية واجهزتها المؤسساتية لما سأنوه عنه ، فهي استسلمت للوصاية الاجنبية والتبعية المقيتة والفشل والتخبط في ادارة الدولة و ” من دون ادنى مستحة ” !!! ..
يعلم الجميع ان مقدرات البلدان يكون تخصيصها وصرفها حكرا على مواطني البلد نفسه ، ومن اجل النهوض به من واقع لاخر أكثر تطورا وازدهار اثر تقديم كافة الخدمات من تعليم وصحة وسكن وبنى تحتية وما الى هنالك من خدمات تخصص ل ” شعب الوطن ” فتلك حقوقهم وهي اموال عامة تصرف وفق النظم ومقررات الموازنات السنوية لها وبذا شكلت هي الاخرى واحدة من مقومات السيادة الطبيعية للبلدان ضمن مجال ادارتها الادارة المثلى .
العراقيون وكما اكدته وزارة الصحة العراقية والمنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية من ان الامراض السرطانية باتت تنتشر بما يشبه الوباء خصوصا بمدينة البصرة والنجف وكركوك والناصرية والعمارة وبابل )) .
ومع ان اغلب مستشفيات العراق تعاني النقص الحاد من ادوية السرطان والامراض المزمنة هذا غير عدم توفر الادوية لبقية الامراض الطبيعية في المشافي الحكومية ، نجد هناك اليوم المئات من المواطنين الاجانب باتوا يزاحمون المرضى العراقيين على علاجاتهم خصوصا من قبل الزائرين الايرانيين الذين وفدوا بالملايين وادخلوا العراق دون فحص ولا حتى فيز !! ، وبعملية دخول عشوائي لا نظير لها حتى بتأريخ الهجرات الجماعية .
اجراءات معظم الدول تقوم على اساس فحص المسافرين وحال حصول شك بمرض احدهم تقوم بمنعه من السفر الا اذا كان حاملا لتقارير طبيه ومتوجها بها للعلاج في دولة اخرى . اما في حال دخوله وهو سليم و تعرض لاصابة بحادث او وعكة صحية عرضية فعليه ان يدخل المشفى وبرسوم مالية تدفع لحسابات تلك المشافي .
المئات من الزائرين الايرانيين ملأوا سديات واسرة المرضى بدل العراقيين في المستشفيات بعد خروجهم من صالات العمليات الكبرى ومن خلال دفع مبلغ زهيد ” 3000 ” دينار عراقي اي ما يعادل 30 الف تومان ايراني وهذا مبلغ تافه لديهم حتى بعد انخفاض قيمة تومانهم امام الدولار الامريكي . في حين ان المريض العراقي ، ” يسلخ جلده ” نتيجة ما يستقطع منه مبالغ مالية ضخمة وقبل اجراء العملية له يصل بعضها احيانا الى مئات الالاف من الدنانير خصوصا وان اجراها تحت بند الحساب الخاص .
الالاف من المرضى الايرانيين من الذين يحتاجون لاجراء عمليات كبرى دخلوا لاجراءها هنا في المجان ، وبحجة دخولهم كزائرين، وبهذا فقد شكل هؤلاء عبئا مضافا على من هم بحاجة ملحة من المرضى العراقيين اذ اصبح لابد وتأخيرها لبضعة ايام بسبب انشغال الكوادر الطبية بالمرضى الايرانيين وهؤلاء الاطباء مجبرون طبعا لا مخيرون وهنا فالعراقي بات معرضا للموت باي ساعة ، فهل من الصحيح ان يضحى بحياته من اجل انقاذ حياة الوافد الايراني او اي وافد اخر ؟ .
ربما سيقول البعض ان هؤلاء زائري الامام ع ، وكان دخولهم من اجل تأدية مراسيم الزيارة ، نقول وان سلمنا بذلك فان العراق غير مسؤول كدولة ان تجري عمليات جراحية لهم بالمجان ، واما واجبنا الانساني كعراقيين فنحن امة لم تساوقها اي من الامم في كرم الضيافة وتوفير الطعام والمبيت والخدمة لهم على مدار فصل الزيارة ولا هناك من يستطيع ان ينكر علينا ذلك .
نتمنى على الحكومة العراقية في الزيارات القادمة ان تنظم مع الجانب الايراني عمليات دخول وتفويج الزائرين وان لا تدخلهم بهذه الطريقة المستفزة والمربكة وبعمليات تفويج اصولية وباعداد محددة يتفق عليها الجانبان ووفق الحد الاقصى لاستيعاب مدنه وحتى تستطيع قوى اجهزتنا الامنية والاستخباراتية من توفير الامن والحماية لهم ” المملكة العربية ومع ما تمتلك من قدرات امنية وتنظيمية ومالية ضخمة وبنى تحتية متطورة فهي مع هذا تحدد اعداد دخول الحجيج لاراضيها بموسم الحج بطريقة مدروسة وبتنظيم عال جدا ، فكيف لبلد مثل العراق يعاني من خروقات امنية بين الفينة والاخرى وبناه التحتية هزيلة ويعاني مواطنوه من الازمات ” ، كذلك يقع على عاتق الخارجية العراقية ان تبلغ الجانب الايراني في ان تقوم كوادرهم الصحية بفحص مواطنيهم وقبل السماح لهم بالسفر والتأكد من خلوهم من اي مرض وحتى لا يحتلوا اسرة مشافينا لينعموا بالحياة بينما العراقي يرسل الى حتفه غير مأسوف عليه ، بطريقة تبعث على الحيرة وكأن على العراقي لابد وان يطبق شعار احزاب الموالاة (( نموت ليحيا الايراني )) وهذا ما لا نرتضيه كابناء بلد يفترض ان يكون مستقلا وذا سيادة .
نموت ليحيا الايراني
نموت ليحيا الايراني
حيدر صبي
كاتب ومحلل سياسي وناشط في الدفاع عن حقوق الانسان ومدير وكالة وفا نيوز الاخبارية
مقالات الكاتب