( ان الامة التي لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع هي امة محكوم عليها بالتبعية)
مصطفى كامل
لستُ مهتماً بالحديث عن المأكل والملبس كما جاء في قول الزعيم المصري بقدرما اريد الاطنابل عند المفردة الاخيرة وهي (التبعية). لا يخفى على احد ان الدول والممالك العربية برمتها تخضع لسياسة التبعية وحيث انتهت تبدأ الحياة الوردية التي ننشد!
سوريا واسدها الذي اعرب يوم امس عن شكره وامتنانه لكل من روسيا وايران وحزب الله لما قدموه
لابقاء نظامه العلوي المسيطر على ادارة الدولة, في وقت يصارع الشعب السوري كغيره من بضع الشعوب العربية افة العصر (داعش) كالعراق مثلا.
بعض السياسيون وجزء من فصائل الحشد الشعبي العراقي تسارعوا باعلان العتاب المبرح على الاسد
الذي اعتبروه ناكرا لجميلهم فيما قدموه من دماء نصرةً لنظامه العلوي.
رغم ان العراق لم يدعم سوريا بشكل مباشر, فالحكومة العراقية كان موقفها واضح اتجاه سوريا وهو شراكة العدو داعش فقط, حيث صرح قبيل ايام رئيس الوزراء حيدر العبادي- بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى العراقيين في الاراضي السورية- بان من يسقط على الاراضي الخارجية لا يُحمل تحت العلم العراقي! هذا التناقض في التصريحات ان دل على شيء فيدل على ان هنالك اختلاف داخلي شرس, وهذا حال بضع الدول العربية الاخرى كسوريا مثلا.
قصارى القول ان من سقطوا من العراقيين على الاراضي السورية هم لم يذهبوا بشكل رسمي الى سوريا, وانما ذهبوا بشكل رسمي الى ايران (وبعلم الحكومة وبمساعدتها), وبذلك فان الاسد عندما يستثني العراق في شكره فهو على حق! ذلك ان الجماعات التي ذهبت الى ايران خرجت الى سوريا
بمشروع ايراني يحالف نظام الاسد, والرجل شكر ايران وحزب الله الذي يعلن عن انه جزء لا يتجزء من مشروع ولاية الفقيه الايراني فيما يختلف الوضع في العراق فالحكومة تحالف امريكا وحليفاتها
والحشد الشعبي يحالف ايران, والسنة يحالفون من هم ضد نظام الاسد واعني امريكا وحليفاتها العربيات كالسعودية.
متى ننتهي من مشروع التبعية الامريكية او الايرانية او اي تبيعة اخرى فنحن تحت الضوء الاخظر ونستطيع ان نكون متبوعين وليس تابعين. ولمن يعاتبون الاسد فأقول لهم ان العراق ليس كريما مع السوريين كما ينبغي, وسوريا واسدها لم تقدم ما يستحقه العراقيون عندما كانوا تحت وصاية الاسد, والحليم يفهم الاشارة!