يستذكر العراقيون هذه الايام ، بألم ومرارة وحسرة تكاد تتفطر منها القلوب ، نكسة العاشر من حزيران، يوم سقطت محافظة نينوى بيد داعش، بعد ان انهزمت كبار قيادات العساكر التي تحميها بلا قتال!!
كان سقوط محافظتي نينوى والانبار مطلبا إيرانيا قديما ، ووجدت طهران تحت ظل من ارتضوا ان يقدموا لها القرابين من زعامات العراق ، ان افضل هدية يقدمها لها هؤلاء ، هي ان يتم تسليم أم الربيعين وحاضرة بني العباس الى دواعش الشر ليعبثوا بمقدراتها، ويشيعوا فيها الخراب والدمار، لتتحول الى اوكار خربة، بعد ان كانت تلك المحافظتين منطلق الرجال الأشداء ذوي البأس في مقاتلة إيران وجيشها على مدى ثماني سنوات سحقوا خلالها رأس الأفعى الذي كان يضمر لهم الشر لإستباحة بلدهم، واضطروهم للركوع مرغمين للقبول بالسم الذي تجرعه خميني كما قال هو وليس نقلا عن آخرين !!
لم تكن الموصل وحدها قد سقطت ، فالانبار هي الاخرى قد سقطت قبلها ، منذ ان كان المالكي ( الحاكم بأمرالله ) .. وكان المشروع الايراني يقوم على دعامة أساسية ركيزتها ان سقطت نينوى والانبار ، فإمبراطورية فارس قد أصبح أمر تحقيقها اقرب الى المنال!!
أجل كان سقوط نينوى والانبار ، اكبر محافظتين حمتا ارض العراق وارض العروبة ومهما انطلق خيرة الرجال الاشداء ، كان هو المطلوب من حاكم العراق الذي سلم رقبة العراقيين بيد طهران وها هي تعبث بمقدرات العراقيين على هواها!!
سقوط الانبار ونينوى سقوط للقيم العربي وللشرف العربي والمباديء العربية وسقوط للاسلام العربي المحمدي الاصيل وبناء اسلام جديد على النمط الايراني ( الفارسي ) لايمت الى الاسلام الحقيقي بصلة !!
(الاسلام الايراني ) أو لنقل ( الدين الايراني ) ، لأن ايران لم تعتنق الاسلام بل هي عدوة الاسلام منذ ان بزغ على فجر المعمورة، وكان سعي بلاد فارس على الدوام هو استعادة امبراطوريتهم التي أنهاها الاسلام وتم تركيع الفرس رغما عن ارادتهم للدخول تحت رايته..وحان الان وقت طهران الانتقام ..وكان المالكي ومن تسلم مقاليد السلطة بعد الاحتلال،يتناغمون مع هذا المبدأ وان ظهر بعض الاختلاف البسيط بين توجهاتهم، لكن الكثير منهم كانوا متفقين على ان يتم تسليم رقبة العراق قربانا للحاكمين في طهران، كي يكون بوسعها احتلال هذا البلد وكان لها ما ارادت !!
حلم ابتلاع العراق يبقى حلما إيرانيا لن يتوقف منذ قرون، وكان خميني وجوقته ومن تبعه احد تلك الادوات التي ساعدتهم امريكا واسرائيل للانتقام من العراق، وها هي ايران تتحكم في مستقبل العراق وهي من تحكم السيطرة على مقدراته وصار اهل الدار ضيوفا في بلدهم والايرانيون هم الحاكمون بأمر الله!!
قد تكون الاقدار هكذا بعد ان سقطت الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وكل بقعة عراقية عربية، وقد قدمت امريكا لطهران تلك الهدية التي لايمكن لايران ان تنسى فضل امريكا عليها، وما موجود من غزل ايراني امريكي على ملفها النووي شاهد على مانقول!!
كان المطلوب ان تسقط نينوى والانبار ، لكي يذبح كل عراقي وعروبي شريف ويهجر خارج محافظته ويعيش مشردا ويدخل مرحلة القنوط واليأس من امكان تحرير تلك المحافظات!!
صحيح ان تحريرهما سيطول لكن تلك المحافظتين لن تحررا الا من قبل اهلها الرجال الاخيار ومن كانوا قد هيأوا المستلزمات لتحريرها ، سواء من اهل الانبار او اهل نينوى ، ولن يحررها المنضوون تحت العباءة الايرانية ، بل هم من سهلوا للايرانيين دخول العراق والاقامة فيه كحاكمين وهم من يقررون مصيره الان على هواهم!!
الموصل والانبار يحررهما رجالها الأشاوس حماة الدار ومن نذروا انفسهم ليكونوا المدافعين عن حماها وشرفها.. ويوم خلاصها من ربقة داعش وطهران ليس ببعيد بعون الله..
اما من ارتضوا المهانة وباعوا محافظاتهم قربانا لطهران، وهم ممن يدعون الانتماء الى تلك المحافظات فحسابهم لابد وان يكون عسيرا، لان هؤلاء الاقزام الصغار كانوا لسان حال الاشرار في تبرير سقوط محافظاتهم وتسليم رقاب ابنائها الى داعش وطهران ثنائيتا الاحتلال الايراني لارض العرب!!
إن أخيار نينوى والانبار ، وهم رجالها الصيد أباة الضيم ، مطالبون أن يرتقوا الى مستوى الهم العربي العراقي، ليعدوا العدة ويهيأوا الرجال، وينتخوا لتاريخهم المجيد ، لكي يحرروا بأنفسهم ارض محافظاتهم من دنس داعش والايرانيين ومن يأتمرون بأوامر طهران..وان الله ناصر المؤمنين بعون الله..وان الله على نصرهم لقدير..