تعلّم العرب حفر الخنادق في حرب “الأحزاب” بقيادة أبو سفيان والّتي شنّتها قريش على “يثرب” معقل محمّد ص؛ وذلك على يد “الصحابي” سلمان الفارسي, لتتراكم خبرات الرسول لصالح حروبه في مواجهة “مشركو” قريش ومن تخندق معها ضدّه ,ومنها المنجنيق الّذي ضرب به حصون “مشركو” الطائف.. ثمّ خبروا حروب البحار الصعبة المراس ,وانتصروا على الروم في معركة “ذات الصواري”..
بعد تفجيرات باريس بيومين جرت اشتباكات دمويّة داخل عاصمة النور الفرنسيّة.. فقد “اشتبك 300 عنصر من الشرطة الفرنسيّة مع اثنين من ـ المطلوبين ـ بعد أن حاصرتهم الشرطة الباريسيّة داخل دار على مقربة من محيط مسرح باتاكلان الّذي تمّ احتجاز 1500 رهينة فرنسي من قبل الإرهابيين فيه والّذي شهد محيطه أقوى خمسة تفجيرات بين التفجيرات الّتي شهدتها أماكن عدّة من العاصمة الفرنسيّة ..قُتل اثنان من الشرطة ,بحسب بعض المصادر ,فيما اختفى المطلوبين! ..أين اختفيا يا تُرى؟ علاوة على أنّ كثيرون لم يُقض عليهم ..شبكة الأنفاق في سوريّا والّتي يستدمها “المعارضون” أبهت العالم وأثبتت حقيقة لا مناص منها انّ الكثير منها تمّ حفره قبل سنوات من “الربيع العربي” ,هناك الكثير ما يثير تساؤلات عدّة ,واحدة منها: “ترى هل هناك أنفاق أو نفق حفره المجموعة الإرهابيّة في باريس يتنقّلون بها خاصّةً ومجاري باريس مثلًا تستطيع السير داخلها سيّارة صغيرة ..بالطبع لن تخال على فرنسا بما لديها من تكنولوجيا مراقبة دقيقة عمليّات حفر بمستوى أنفاق كالّتي جرت وتجري في سوريا والّتي أودت في نهاية مطافها بالكثير من المدن السوريّة إلى الخراب فأصبحت كهباء منثور من تلك الّتي ما دأب ينشره الاعلام العالمي ومنها الفرنسي ثمّ يرمون بالّلائمة على الرئيس السوري وهم يتباكون على “المعارضة السلميّة”! لكن مع ذلك لربّما سيجد “النفّاقون” حفر أنفاق من تحت البنايات ,طالما وفّر الغرب أعلى التقنيّات في الحفر السريع والغائر! ومن يدري, قد لا تستطيع فرنسا وقفها إذا ما استمرّت هذه التفجيرات عبر الأنفاق ,إن كان الأمر كذلك لا سامح الله رغم تطوّرها الكبير ف التجسّس والمراقبة ,لطالما “لكلّ داء دواء”, وسلاح الأنفاق “سلاح الفقراء” أيضًا والجديد الّذي يذكّرنا بأسلحة الفقراء للدمار الكيمياوي الشامل, وسيتطوّر أيضًا بعيدً عن الرقابة ,وللفلسطينيّين في غزّة وغيرها من مدن فلسطينيّة خبراتهم الكبيرة في التملّص من أعقد أجهزة المراقبة ,حيث لم تستطع لا الأقمار الاصطناعيّة الأميركيّة الفائقة التطوّر كشفها ولا أدّق أجهزة المراقبة والتنصّت الليزريّة الاسرائيليّة من رصدها, فقط “حسني مبارك” في بعض الأحيان.. يا ويلك باريس عاصمة النور إن لم تتداركي أمرك , خاصّةً ,ورغم ما تعرّض له الفلسطينيّون لأشدّ الحصارات بقيادة بلدان عربيّة أعجبتهم كثرتهم.. ومع ذلك نجحوا بوسيلة الأنفاق من فكّ الحصار عنهم..
فِهم الاخر برأيي ورأي غالبيّة المتابعون لما يجري من اشتباكات دوليّة ومناطقيّة وعلى مختلف الصعد ,والإنصات له ,والتعاطي معه وتبادل الثقة بإنسانيّة معه ,هي الوسيلة الناجحة والوحيدة القادرة وحدها على لجم تطوّر نزعات الشرّ في دخل كلّ إنسان ..فهي الوسيلة لأكثر تطوّرًا من جميع المبتكرات الفائقة وإلّا ,فلل”فقراء” أساليبهم في “الإصغاء” بدأت من فلسطين بعدما لم يصغ إليهم أحد ونقلوا خبراتهم لكلّ الّذين لا يستمع إليهم أحد, طالما الجميع يعيش معًا على “اليابسة”! ..