الديمقراطية ( العراقية الجديدة ) برمتها .. ربما تضاف إلى سجل النكات الغير المضحكة التي مرت على شعبنا العراقي بعد عام الفوضى( 2003 ) .. مثل المصالحة الوطنية والتحرير والأصابع البنفسجية والمقابر الجماعية ومظلمات المجتمع المدني والعراق الجديد والكتل النيابية والدستور الجديد والرئاسات الثلاث ودولة رئيس الوزراء وسماحة السيد وعزيز العراق والحجي والسيد والشيخ والدكتور الفاضل ودولة الرئيس والعم والخال والجد والواجب والهدف والوقف الشيعي والوقف السني والكوتة النسائية والحكومات الاتحادية والمحلية والمركزية والنزاهة والبيشمركة والحرس الوطني والشرطة بأنواعها ودوائر المفتش العام والمسائلة والعدالة والجانب الصديق والجانب العدو والمحاصصة الحزبية ومفوضية الانتخابات المستقلة الغير تابعة للأحزاب الحاكمة , وإقليم كردستان وإقليم سنة ستان وإقليم شيعة ستان وإقليم تركمانستان وإقليم صابئستان وإقليم كلدانستان وإقليم أشور ستان والعشائر ستان والأفخاذ ستان ودليم ستان والربع ستان وال ستان وشيخ ستان وأمير ستان .. والقائمة تطول .. الخ !
هنا لا ادري من أين أبدا وعن أي هم اكتب عنه عن زمن كثرت فيه الهموم والمصائب وعمت فيه الشكوى والبلوى وتكالبت فيه قوى الشر وأصبحت الفوضى السمة الأبرز في الحياة العامة العراقية . وظهور الفتن والطائفية السياسية والدينية والعشائرية والقبلية وغياب الاستقرار واختلال موازين الأخلاق وانخفاض الذوق العام وسط هذا المحيط المؤلم هذه الأيام بدأت الشخصيات السياسية والأحزاب والائتلافات والكيانات السياسية بطرح أفكارها وبرامجها بهدف جذب اكبر عدد ممكن من الناخبين إلى صفها والتصويت لصالحها بالتالي كله أمر اعتيادي يجري في معظم الدول المتقدمة . لكن المثير للشفقة هنا في العراق هو تباكي معظم المرشحين السياسيين على أمور هي أول من يعلم جيدا بأنها صعبة التحقيق في هذا الزمن الأغبر , وإذا نظرنا نظره سريعة وخاطفة تظهر لنا نقطة جديدة وحديثة من خلال الندوات والحوارات والتصريحات الصحفية والتلفزيونية هي الاتهامات المتبادلة والهجوم على الأخر من اجل إقصائه وتهميشه وهذا ما حدث ويحدث ألان على الساحة ( السياسية العراقية ) بعد إقصاء عدد كبير من الكيانات والأحزاب السياسية , أن المشهد السياسي العراقي هو مشهد قاسي بالفعل بل هو عنيف في تجلياته لان
( المواطن العراقي ) اليوم يصاب اليوم بالحيرة وهو يري سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون علي أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين إلى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة الكبرى كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية في حين وافقوا على الدخول في كيانات وائتلافات لم يرغبوا في دخولها ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلى فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة الأفلام الروائية الطويلة وهكذا حالنا نحن العراقيون شعب يعيش في وطن بلا قلب , تاريخنا العراقي الكبير عمره أكثر من ثمانية ألاف سنة ، تاريخ عظيم وعميق بالمبادئ ، ولا أريد أن أثير أو أستفز مشاعر أحد ، فباستثناء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، تلاعبت المصالح والأغراض الشخصية والسياسية والحكّام والحكماء الجدد والثورات والنكبات والحروب والقوي المعادية في تزوير وتشويه صورة وحقيقة تاريخ أمتنا العراقية المجيدة , والعراقيون يُصدقون بأكاذيب غيرهم بينما لا يصدقهم أحد ، ويتندرون بكوارثهم ويتمتعون ويتلذذون بالمعارك التي جرت بينهم ، بدءاً من حرب ( العراقية – الإيرانية ) ووصولاً إلى الحرب ( العراقية – الكويتية ) !ومما يندي له الجبين والسخرية والندم إن الوطنيين العراقيين الأصليين في بلدي بلد الرشيد اليوم لا يمكن أن يدخلون قبة البرلمان العراقي ما دام هنالك احتلال مزدوج ( إيراني – أمريكي ) بغيض !