23 ديسمبر، 2024 2:45 م

الذي يتمعن في التأريخ الحديث للعرب, يجد أن نكبات العرب بدأت منذ عام 1948 في فلسطين ,واستباحتها من قبل الشرذمة اليهودية, فكانت نكبتهم الشهيرة في احتلال المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ,ومنذ ذلك التأريخ والعرب في نكبة تلو أخرى, راحت تتوالى عليهم كقطع الليل المظلم ,واختتمت بنكبة بغداد وسقوطها على يد الغزاة الأمريكان,  والسبب الرئيسي لهذا كله العرب أنفسهم ,لأنهم لم يفلحوا في تخليص أنفسهم من هذه النكبات. لأمور أهمها أنهم لم يكونوا صادقين مع الله أولا ومع أنفسهم في التخلص من هذه النكبات, ومن ثم وضعوا مقدراتهم في أيادي غير أمينة على مصالحهم ,والطامة الكبرى في زعاماتهم التي أوصلتهم إلى ما هم عليه ,فلو قدر للعرب غير هذه الزعامات التي حكمتهم لربما كان حالهم أفضل من أوربا الحديثة . لكن للأسف وقع العرب في فخاخ هذه الزعامات المتهرئة التي لم تكن بمستوى العرب كأمة عريقة, ولم تكن أمينه في التعامل مع قضايا الأمة بمستحقاتها العربية فلو تهيأت زعامات ناصعة الجبين واليدين لما ضيعنا فلسطين ,ولم يتشرد شعبها في بقاع المعمورة ,ولم يجع أبناء الصومال وجيبوتي, ولما تقسمت السودان الأكبر عربيا إلى دولتين, ولم تستباح حرمات العراقيين , وتسلب دولتهم منهم ,ويشردون ويقتلون, ولما تسكع السوريون على أرصفة الطرقات ,ونسائهم ,وأطفالهم ,وشيوخهم تدفن في قبور جماعية, كل هذا والزعامات (الرشيدة) تتفرج وتنتظر السيد الأمريكي ليقول كلمته مع ذنبه الروسي, لأنهم لايملكون صنع الكلمة والقرار في بلدانهم .أيها العرب إن ظننتم أن في هذه الزعامات  وفي القمم التي فرطت بالقدس وبغداد ودمشق خيرا فانتظروا نكبات أخرى