23 ديسمبر، 2024 7:36 م

نكاح الجهاد … باب جديد يؤدي الى الجنة

نكاح الجهاد … باب جديد يؤدي الى الجنة

 الدخول الى الجنة اصبح مشرعا مع تعدد الابواب  الابواب الجانبية  المؤدية اليها – عدا الاوقات التي تغلق فيها الطرقات عند حصول التفجيرات وفي حالات منع التجول –  ذلك ان الدخول الى الجنة من بابها الرئيسي( من خلال التقوى الحقيقية والعمل الصالح والعمل باحكام الدين الصحيحة ) اصبحت امرا اشبه بالمستحيل مع شيوع الموبقات المادية والحسية المفسدة للنفس وضعف الانسان  تجاهها مهما حمل من لافتات اسلامية ، ومهما كان حجم ولون وشكل العمامة التي يضعها على راسه ، ومهما تعددت المحابس في اصابعه. فاصبح هناك هوس بين الناس لاختصار الطريق الى جنات عدن : الزحف مشيا الى مراقد آل البيت لينالوا شفاعة الائمة ، قتل ” الكفار ” وقطع رؤوسهم لنيل رضا الله ، تفجير الذات بحزام ناسف او بسيارة مفخخة لملاقاة الحور العين في الجنة وووو غيرها من الطرق التي تسهل الوصول الى الجنة ،.
   ونبشر المؤمنين ان ، وخاصة المؤمنات ، بأن بابا جديدا قد فتح لدخول الجنة عبر الجهاد عن طريق …. النكاح . فقد اصدر “علماء ” دين يؤيدون المعارضة ” الاسلامية ” السورية المسلحة فتوى تجيز ما سمي       ” جهاد المناكحة ” في سوريا تنص على اجازة أن يقوم المقاتلون ضد النظام من غير المتزوجين او المتزوجون الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم ، بابرام عقود نكاح شرعية مع بنات بكر أو مطلقات لمدد قصيرة قد لا تتجاوز الساعة الواحدة في بعض الاحيان ، بعدها يتم الطلاق وذلك لاعطاء الفرصة الى مقاتلين اخرين بالمناكحة .
   وقد ذكر العلماء الذين افتوا بهذه الفتوى أن الهدف منها هو ” تمكين المقاتلين من حقهم الشرعي بالمعاشرة مما يزيد من عزائمهم ويرفع معنوياتهم القتالية ” . وحال صدور الفتوى تم تعميمها ونشرها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مع شرح اهدافها وحث الفتيات على هذا الجهاد واعتباره ” افضل وسيلة لجهاد المراة في سبيل قضية مقدسة  ، الا وهي الجهاد ضد النظام .. مما يجعلها تنال مرضاة الله ويفرش طريقها الى …. الجنة . 
   وجاء في الفتوى من الشروط أن تكون الفتاة فوق ال 14 سنة من العمر أو مطلقة ، وأن ترتدي النقاب او الزي الشرعي . واعتبروا هذا الجهاد جهادا في سبيل الله ووفق الصيغ الشرعية يخول للقائمين به من رجال أو نساء دخول الجنة . 
     الى هنا انتهت الفتوى وتفاصيلها وبقي أن نقول أننا نهين ديننا بمثل هذه الفتاوي ، ونشرع للبغاء المقنع بالفتاوي ، ونحول ديننا الى دين متعة واغواءات جنسية : من خلال قتل النفس والاخرين بهدف نكاح الحور العين الى زواج المتعة والمسيار واخرها جهاد النكاح … فالمرأة التي ينكحها اكبر عدد من ” المقاتلين ” تكون حضوتها اكبر لدخول الجنة لأن جهادها على الفراش وماتتحمله من مشقة وألم ونشوة يشفع لها عند رب العالمين  وفي حين تركز الفتوى على التفاصيل الشرعية الشكلية مثل عمر الفتاة وان تكون منقبة او ترتدي الملابس الشرعية ( ولا ادري مافائدة ماتلبس ان كانت ستتعرى لتمارس الجنس مع عدة اشخاص غرباء ) لكن لم تتطرق الى ما ينتج عن هذا ” الجهاد ” من حمل أو ضرر نفسي او جسدي .
     ختاما نقول أن ديننا دين تسامح وتعقل وما لا يعقل ليس له مكان في الواقع ، فكفى يامن تسمون انفسكم رجال دين تسفيها للعقول واهانة للانسان وكفى تكييفا للقواعد الدينية لتتلائم مع اهدافكم المصلحية والسياسية حتى حولتم الدين الى  ” لاستيكة ” تمددونها وتطوعونها على مقاساتكم الدنيئة. ان نكبة وطننا وامتنا هي بوجود هكذا ” علماء ” دين وبهكذا فكر ضحل يحول ديننا من دين يرقى بالانسان الى علياء الى دين  يبرر للجريمة والقتل والبغاء فهل نلوم الغرب على ازدرائه لنا ام نلوم انفسنا ؟