23 ديسمبر، 2024 3:40 ص

نكات.. ليست للضحك

نكات.. ليست للضحك

من سوء حضنا أو من حسنه، لا يمكن أن ندري حقا، لكننا دوما عندما نمر بنكته نقرأها أو نسمعها، إلا ونقوم بربطها بحادثة أو موقف أو فكرة، تسبب لنا ألما في المعدة وتهيجا في القولون، ويستثنى من ذلك طبعا، صنف من البشر ممن يعيشون ليأكلوا..
ربما هذا مبرر ومفهوم لنا فمثلا لو قال لك أحد نكته مفادها، أن ولدا قال لأبيه “هل تصدق أنى رأيت ساحرا حول عشرين دولارا لحمامة!” قال الأب مستهزئا “وما هو العجيب في ذلك، ألم تشاهد أمك وهي تحول راتبي كله لفستان؟!” .. الأن من منا لم يفكر في زعيم سياسي ومسؤول كبير في الدولة، قام بتحويل ميزانية محافظة بكاملها، لقصر أبيض على نهر دجلة!
يقول ظريف أخر مخاطبا زوجته “هل تصدقين أني كنت أعتقد أن زواجي منك سيجلب النحس لي؟” فقالت له ” طيب وبعد ما تزوجتني؟” فقال لها “لقد تأكدت من ذلك!!”.. هل هناك من أحد فينا، لم يأتي زعيم أو قائد أو مدعيهما على خاطره، كان يظنه هو سبب النحس في حياتنا كلها، ثم تأتي المواقف والأفعال والمصائب التي جرها علينا، لتؤكد ذلك!
يقول أخر ” كلما تذكرت يوم زواجي، حين وقعت على العقد وأنا بكامل قواي العقلية، دون قيد أو إكراه أو ضغط، إلا ومر أمام ناظري قوله تعالى “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون!” .. كيف يمكنك ألا تفكر بأنك، رغم قراءتك لتلك الأية ألاف المرات “بإعتبارك متدينا” وتعود وتنتخب نفس الزعماء ” النحس” أعلاه ومرشحيهم مرة أخرى، في تصرف أقل ما يقال عنه أنه أحمق..
يصف ولد حاله في أسرته فيقول “أخي الأكبر هو مدلل أبي، وأختي الصغرى هي مدللة أمي، وأنا الأوسط أحس نفسي بينهم، كأني من يهود بني قريضة”.. هل من المعقول أن حكامنا العرب أجمعهم، يظنوننا نحن شعوبهم العربية، من يهود بني قريضة!
يقول موظف شاب والحيرة والإنزعاج تغطيان وجهه، أنه كان يتمنى أن يملك الجرأة ليسأل مدير دائرته، الذي كلما تحدث عن إنجازات دائرته فيبدأ بقوله “برعاية السادة المسؤولين…” أن يسأله هؤلاء مسؤولين عن ماذا؟ وما الذي يقصده بالرعاية؟! هل هي تشبه الرعاية الاجتماعية مثلا أم ماذا! لكنه يخاف العقوبة وقطع الراتب..
يروي رجل عن موقف لا يحسد عليه، هو من وضع نفسه فيه فيقول “قلت لزوجتي وأنا أمثل عليها “التحضر والتمدن والتعلمن ” هل تعلمين أن من حق المرأة، أن ترفض الإنجاب، لتحافظ على جمالها؟” فأجابت بهدوء وبصوت واضح وهي تنظف أرض المنزل “يا ليت والدتك حافظت على جمالها!”.. هنا يحق لنا أن نقسم أن من خطر ببالنا، عشرات المسؤولين والساسة، واتباعهم من الجهلاء والحمقى، كنا نتمنى لو أن أمهاتهم حافظت على جمالهن!
ما علينا من كل ذلك، دعونا نضحك قليلا ونبحث عن نكات جديدة، تلهينا عن واقعنا السمج المتردي، وخصوصا أننا لا نسعى لتغير هذا الواقع ولو على مستوانا الشخصي، ربما لأننا نريد نكاتا تلهينا وتخدرنا للنام، أو لسنا أمة عربية نائمة!