منذ أن بدء النقيق في إتمام حلم تجزئة العراق وبلدان المنطقة العربية ، لأجل تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ لترسيخ سايكس بيكو جديد ، كي يتم خدمة المشروع الصهيوني القديم الجديد ، والذي يخدم بنهاية المطاف إيران التي تستفيد عادة من صراع الخيول والحمير ، فتنتظر وتتفرج ، وتدس بالخفاء أنفها ومشاريعها ودعمها ، وغيرها من يقدم المشاريع من دون أتفاق أو توافق ، ولكنها تحصد النتائج التي تخدم المشروع الصهيوني ومشروعها بذات الوقت ، كي تظل تطل على أقاليم ودويلات صغيرة وضعيفة تظل تابعة لها ولغيرها ، بعدما تتوزع مناطق النفوذ الجديدة والسطوة كما يشتهي الفرسان .
الضفادع الصغار من الحالمين بفرض إرادتهم والحصول على مكتسبات خيالية لا يمكن لهم أن يحصدوها ويغتنمونها بظل عراق قوي وموحد ، هم من ترتفع أصواتهم عادة لتشجيع تجزئة العراق وتفتيته بحجة ما يسمى مشروع الأقاليم ، وما كانت تجربة الجيب الكردي العميل ، إلا نموذجاً حمته الدوائر الغربية والصهيونية وغضت عنه الطرف القيادات الإيرانية ، بالرغم أن الحلم الكردي يطال أراضيها في حال تحقق الانفصال ، ولكن الإيرانيون يراهنون على قوتهم على الأرض ، وعلى علاقاتهم السرية في تداول المصالح مع الإدارة الأمريكية ومن خلفها الغزل مع إسرائيل تحت العباءة الدينية النظيفة .
أن الشرفاء والوطنين من العراقيين هم من يعلم حجم المؤامرة ويقرئون مفردات أدواتها بوضوح ، وأن هؤلاء المتبجحين من المنافقين والكاذبين والفاسدين اللذين يدعون أنهم حريصون على البصرة ويرغبون بخلاصها وتطويرها من خلال سلطة الإقليم التي ستتيح لهم تجاوز الروتين المركزي هم بذلك أنما يعرون أنفسهم لأنهم كانوا ولا يزالون أغلبهم يتمتع بسلطات في مجلس المحافظة بعدة دورات أو نواب بالبرلمان ، ولم تظهر عليهم علامات الحرص والتفاني من أجل البصرة بقدر ما ظهرت عليهم فضائح السرقات والنهب لمصالحهم الخاصة فكيف بهم ، يمتلكون ذمة البصرة مباشرة باسم الإقليم ؟؟
وتجربة البرزاني وما فعله ومعه جميع المصفقين والمؤيدين وخاصة مجموعة الحكيم أصحاب الفكرة الأولى بهذا المشروع وذلك لفكرة زج وترسيخ قانون الأقاليم ووضعه بالدستور المشبوه ، لم يكن على سبيل الصدفة ، بل كان هو حجر الأساس لما وصل أليه الساسة الأكراد اليوم بعدما سرقوا ونهبوا الأرض والثروات ، أصبحوا يطالبون بالانفصال النهائي ، بل لم يكتفوا بذلك حينما أصبحوا قاعدة لانطلاق مخططات القتل ودعم المشاريع الطائفية والتقسيمية بالعراق.
وإن مشكلتنا الحقيقية بالعراق هي تلك الأغلبية الصامتة التي تفهم وتعي كلما يدور ويجري ولكنها محبطة من كل شيء ، فقد ساعد سكوتها ووقوفها متفرجة ، أولئك المتطفلين ممن يمتلكون أموال السحت الحرام من المال السياسي الفاسد ، أو ممن تقف خلفهم جهات حاقدة ، لا تسعى إلا إلى تجزئة العراق وتدميره فتدفع بالمال والعون والتخطيط ، ونصب الفضائيات التي تنبح وتشجع لهذه المشاريع وتلك المخططات ، وهم يتغنون بالدستور وكأنه كتاب منزل من
السماء ، لأنه يخدم مصالح ومشاريعهم ، وبعدها سيتخلون عنه فيبصقون عليه ويرمونه بسلة النفايات .
وهذا ما سيحصل لو تم الاتفاق على انفصال البصرة بإقليم مستقل ، فسيكون المشروع التالي له هو الانفصال والتبعية للجارة الرحيمة علناً وخنجرها المسموم تحت عباءتها .
انتبهوا أيها العراقيون ، فلا تخدعوا مرة أخرى بالكلام المعسول من سياسي الصدفة ، اللذين ركبوا موجة الفراغ والضياع ، من أجل توريطكم بضياع ما تبقى من وطن ، سيحاسبكم يوم يكون الحساب .