نقيب المعلمين وأفراد القوات المسلحة ومفهوم الدفاع عن الوطن
هل سألنا أنفسنا يوما ماهو المطلوب من الفرد العراقي ليصبح مواطنا
وهل سألنا أنفسنا ماهو المطلوب من بلدنا لتسير فيه الحياة بشكلها الطبيعي
وهل سألنا أنفسنا هل يحق للفرد العراقي ان يعيش حياة كريمة وان يعيش انسانيته
وهل المطلوب لبلدنا أن يرسم طريقا محفوفا بالاشواك أبد الدهر ولايسمح للغصن فيه ان يورق وللوردة أن تتفتح وللبسمة ان تحيا وللطفل ان يلهو وللقطة ان تلعب وللشباب ان يمرح وللزرع ان يتمايل مع نسيم الصباح
وهل سألنا أنفسنا ونحن ننتمي الى حزب ما … ماهو هدفنا
هل هو لاجل التضارب مع الحزب او الاحزاب الاخرى في النظريات والايديولوجيات ومحاولة تخطئتها والنيل منها والاطاحة بها حتى لو تطلب الامر الاستعانة بمن يقف خلف الحدود
كما حصل سابقا ويحصل اليوم
والشعب يعيش الرعب والأسى … وحركة الحياة تتوقف بين آونة وأخرى
ان مفهوم البناء هو مفهوم ايجابي لم تصل اليه مداركها ولم يبلغ بها النضج وللاسف جميع احزابنا
جميعها تفكر بازالة غريمها السياسي وخصيمها الفكري على انقاض البلد لتعاود مرة اخرى هي بترقيعه
وننتظر مرة اخرى يستأسد عليها حزب آخر ليفتك بها ويجعل البلد ضحية تتلاشى معه كل معاني الجمال والحب والطموح والأمل
هل سألنا أنفسنا عمّا يحصل هل هو صائب وصحيح وهل علينا الاستمرار بهذا النحو لنبقى أبد الدهر لانراوح في مكاننا فحسب بل ننتكس اكثر ونتقهقر الى الوراء
هل سألنا أنفسنا ألهذا أنشأنا الاحزاب وهل ذلك هو برنامجها الايجابي وهل الاختلاف او التناقض بين افكار الاحزاب يستدعي ايصال البلد الى الفناء وأهله الى المدافن لنعيد الكرّة مرة ومرات
والشعب يعيش المجهول وسادر في الظلام
هل سألنا أنفسنا ماهو مفهوم الدفاع هل هو إلقاء البلد في قاع الازمات والعداوات والحروب الطاحنة بين البلدان ليأتي دور أبناءنا نطالبهم بتخضيب وجوههم بدمائهم القانية من أجل أن نقول ان فلانا او حزبا قد قدّم النذور الكثيرة من التضحيات
هل سألنا أنفسنا ماهو مفهوم الدفاع هل هو التطاحن بين الفصائل والتي تستمد قوتها من جهات خارجية لتكون أدواتا تنفذ أجنداتها فتجعل ساحة العراق ميدانا للمنازلة الحمقاء التي لانكسب منها غير إراقة الدماء واستعار الألم والتوشح بالسواد والمزيد من الحزن
هل سألنا أنفسنا هل ان مفهوم الدفاع هو ان نجعل من بلدنا خربة تمخر في عبابه السيارات الملغومة ويجوب في أطرافه وأركانه اللصوص والقتلة والمردة والمارقين لتطغى عليه قوة البلطجة والعنف
ثم نتجرأ ونقول ان البلد لايزال بخير !
هل سألنا أنفسنا عن شخصا واحدا اشتركنا في انتخابه في عمليتنا الديمقراطية يملك المؤهلات التي تساعد في انتشال بلدنا ومداواة جرحنا
هل سألنا عن القداسة التي نتكرم بها بسخاء على أشخاص لانعرف ذرة عما يفكرون به او ينوون العمل به بين جوانحنا لخدمتنا
وهل سألنا أنفسنا عن الاحقاد التي نزرعها بأنفسنا بين أبنائنا
نعم يخطأ المعلم ويخطأ الطبيب ويخطأ السياسي ويخطأ القاضي
فهل ذلك يبرر هجمتنا الشعواء على نقيب المعلمين والتي يقوم بها المثقفون أنفسهم لتذهب مطالب المعلمين المشروعة أدراج الرياح
ولم أجد مَن وقف الى جانبهم في هذا الخذلان الكبير والهجوم المسعور
نعم كانت مقارنة نقيب المعلمين بائسة وغبية
فكلٌ منا له مكانه في العمل في هذا البلد وكلٌ له امكاناته ومؤهلاته فلانبخس ابناءنا حقوقهم
واذا كان هنالك جهلا او تخلفا او انعداما للوعي فهنالك مَن يتحمل مسؤوليته
الكل مطالبون بإعداد مواطنين صالحين للقيام بمهامهم في خدمة هذا البلد
المعلم كغيره يحتاج الى عيشة كريمة في بلد يزخر بثروات لاحدود لها تتلاعب بها الصبيان وهو يعيش حياة قاسية وقد يكون راتبه لايعيل مريضا اذا استلزم اجراء عملية جراحية او تسديد قسط من الاقساط وما اكثرها او تسديد بدل ايجار شقة متواضعة
ونحن نطالبه بتربية الاجيال وتحمل مسؤولية النشأ الجديد وزرع الاخلاق الجميلة
الحياة الكريمة تتكفلها الدولة للجميع وقد اضطر المعلم كغيرة من شرائح المجتمع للمطالبة سلميا بجزء مما غمطته الدولة من حقوقه
فهل يحق لنا ان نستهين به لمجرد زلة لسان معلم وهو لايعدو ان يكون واحد من مئات الآلاف من المعلمين مهما كانت صفته الرسمية فهو ليس بالضرورة ان يمثل الرأي السائد للمعلمين
ولم يستفد من هذا التشهير وخذلان المعلمين غير الذين يتربصون سوءا بالمجتمع من اللفيف الحاكم من قطعان السياسة