رحل الحمداني رشيد الى جوار ربه نطلب له الرحمة، وان يسكنه الله عزوجل جناته الواسعة،وبرحيله ضاعت خيوط عديدة كنا نشبكها معه منذ سنين تراوحت مسافاتها بين القاهرة وبغداد،شغلنا عبرها خطوط الاتصال الساخنة علها تثمر شيئا من أمل ننال من خلاله ماناله أصحابنا وزملائنا وعد حقاً من حقوق شريحة كانت ولازالت مغيبة ثم مغيبة بشتى صنوف التغييب، حتى بات الموت أهونها في عراق الحرية والديمقراطية والكلمة الحرة التي تحصد أرواح زملائنا مثل أهليهم بمختلف أسلحة الغدر والخيانة، والتي باتت مظهراً من مظاهر تلك الديمقراطية الماجنة التي تديرها عملية سياسية أدت بالعراق الى مجاهل الهاوية والردى.
رحل الحمداني وبرحيله ضاعت عنا فرص عدة لم ننل منها ماهو حق، وقيل أن السهو كان من حصتنا على أوراق الانتماء على عهدة المرحوم الحمداني ، إلا أن إخوان لنا قالوا: لم يكن لنا من قوائم الأسماء نصيب، ولم يُجرى لنا أي اجراء يسرع من مسار السلحفاة التي تحمل أوراقنا على عهدة الذين كلفناهم وقالوا، ثم عرجنا بعدها الى فرع البصرة من نقابتنا الموقرة منذ مايقارب العام، واضفناه الى عداد السنين التي ضاعت بمتابعات لم ننل منها سوى الصداع شاغلين خطوط الإتصال مابين بغداد والقاهرة علها تثمر، ولكنها كانت (كمواعيد عرقوب)، وفي الوقت الذي نبارك فيه للامي عضوية الاتحاد الدولي للصحفيين الذي ننتمي اليه والى غيره من جمعيات صحفية واتحادات عربية،حضرنا فيها وغبنا عن نقابة بغداد بالأسم والمعنى، نقول للامي أيحتاج تغيير صفة العضوية زمناً مثل الذي استهلكناه منذ المرحوم التميمي وبعده الحمداني حتى فوزكم بعضوية الاتحاد الدولي.
رحل الحمداني لكنك أيها اللامي وباتصال هاتفي أذكره من جهاز الحمداني المرحوم وفي شوارع القاهرة ، أكدت لي انك ستنهي تلك المسافات وتختصرها لتسجل نتيجة واضحة وصريحة في ما يخص موضوع تغيير صفة الانتماء الخاصة بي، وستعمل جاهداً على إصدار بطاقة الهوية خاصتي خلال عودة الحمداني الى بغداد ، وإنك تحتاج منه رحمه الله فقط تذكيرك بهذا الشأن، ولاأعلم هل ذكرك به أم رحل دون أن يفعل، حينها سقط في يدي وما كان أمامي سوى الاتصال بفرع البصرة لأتحدث مع زميلنا العزيز رئيس الفرع هناك ووعدني خيراً ، إلا أن وعده طال به الأمد ايضاً واستنفذ سنة أخرى هي الخامسة لازلت أهدر ايامها فيما الركب ابعد مني ومسافة الإنتماء لاتقترب.
نقدر مشاغلكم ومعاناتكم والحرب التي تخوضونها ضد الإرهاب الذي تحاربونه بالكلمة الصادقة، كما نقدر جهدكم الذي بذلتموه في سبيل نيل حقوق زملائنا وأن توصلوها اليهم معززين مكرمين، وهو استحقاقهم وربما يستحقون أكثر، لكن مابال حقوقنا نحن الذين شاءت الظروف أن نكون بعيدين عن الوطن، وهل لنا من حقنا شيء أم ترانا لاحق لنا، أجزم وأتعهد إن كان ليس لي حق في هذا ما طالبت به ولن أتكلم بعدها ،لكن عليكم أن توضحوا لنا صورة مايجري، وهل لنا حق المطالبة أم لا.
أيها اللامي المحترم لا أريد ان اخوض في تفاصيل أكثر ، أتعبك فيها واتعب القراء، لكني أضع هذه بين يديك ، لأقول المشكلة واضحة، وهي لاتحتاج الى أكثر من متابعة بسيطة وستحل برمتها ولايكون بعد ذلك ( ضرر ولا ضرار)، كل أولااقي مستوفية وموجودة لدى الزميل رئيس فرع البصرة أو أن تطلبوا اي إثبات غيره فلا مانع عندي، ولكن تعدى عدد الورق الذي أرسلته ماهو مألوف ولم يقابله إنجاز ، فهل من وعد بذلك أم ستستمر تلك الدوامة دون أن نرى أملاً أو ضوءاً لأفق قريب.
تقبل مني كل احترام ومبروك لكم ماحققتم من فوز .
[email protected]