23 ديسمبر، 2024 3:04 م

سياسة منفتحة لعراق جديد

سياسة منفتحة لعراق جديد

السياسة في كل بلدان العالم، لها تماس مباشر مع واقع تلك البلدان، تتأثر بها، وتتغير معها، حسب التوجهات السياسية لتلك الدول، فالمشاريع التنموية، والاعمار والبناء، وغير ذلك من الامور التي هي في تماس مباشر مع المواطن، تتغير نحو الازدهار اذا كانت السياسة منفتحة على العالم.

السياسة غير المتشنجة، والمنفتحة على الجميع، تضع بلدنا في موضع مرحب به، من كل دول المنطقة، فغير صحيح ان تكون علاقتنا جيدة مع بلد، وسيئة مع بلد اخر، من جيراننا او من دول المنطقة، فهكذا توجه سيجر البلد في حالة بين الشد والجذب السياسي، وسط بلدان متناحرة فيما بينها، تجعل من ارضنا ساحة لتصفية الحسابات، وسيشق الفكر السياسي في البلد، ويجعله بين نقيضين، خط سياسي يؤيد هذا البلد وتوجهاته، والخط الثاني يؤيد الطرف الاخر، مما يجعل السياسي العراقي يحكم البلد، لكن بعقل وافكار تلك البلدان.

الشعب العراقي مرهق من الشعارات الجوفاء، التي جعلته متأخر بعشرات السنين، عن دول المنطقة، فهو الان متأخر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالسياسة تابعة وغير حرة، مما يجعل كل قرار سياسي خاضع ومتأثر بالضغوط الخارجية، التي تفرضها بلدان المنطقة على العراق، اما الاقتصاد فقد تحطم تماما، وخصوصا في فترة الانتقال بين سقوط نظام صدام البغيض، وتكوين حكومة جديدة تنطلق من الصفر، اما اجتماعيا فقد اصبح البلد، ساحة حرب لجماعات تحمل فكر طائفي متحجر، وجد له ارض خصبة، بسبب السياسات الخاطئة، التي ادخلت البلد في دوامة من الحروب الطائفية، التي مزقت المجتمع واحرقته.

الانفتاح السياسي هو الحل الامثل لهذا البلد، اذا كانت علاقتنا حسنة وغير متأثرة، فنحن لا نريد سياسة منفتحة ومتأثرة، بالضغوط الخارجية، فأن كانت علاقتنا حسنة مع البلدان العربية، يجب ان تكون حسنة كذلك مع ايران وتركيا، وباقي دول المنطقة، ودول العالم ايضا، لكن هؤلاء جميعا لا يفرضون علينا توجهاتهم السياسية، نريد ان يكون القرار العراقي حر، وغير خاضع لأي ضغط خارجي، من اي دولة كانت، حليفة لنا او غير ذلك، عندما يتخذ القرار العراقي بأرادة حرة، ومن كابينة صنع القراى السياسي، بقوة غير متأثر بأي ضغط خارجي، سيكون قرارا عراقيا مقبولا لدى الجميع، ومرحب به من كل الاوساط الشعبية، ومن كل فئات المجتمع.

بالاخير يتضح لنا ان اي حزب او تيار، يتبنى افكار دولة خارجية ويطبقها في العراق، يجب ان يستبعد من العملية السياسية، ويجب ان يتخلى عنه جمهوره، لأنه حزب عميل ويقدم البلد الاخر ويطيعه على حساب وطنه، كثيرة هي الاحزاب التي خالفت المرجعية لتطيع اوامر وتوجهات بلد اخر غير عراقنا الحبيب، ولم نجد تيار تخلى عن كل شيء ليتمسك بوطنه وبمرجعيته وبشعبه، سوى تيار الحكمة، الذي تحمل التسقيط السياسي، والحملات الاعلامية التي شنتها دول اخرى ضده، لأنه تيار وطني عراقي اصيل، لا يقدم على وطنه احد، وهو التيار الوطني الوحيد الذي يتقرب من الجميع، لكنه لا يأخذ منهم شيئا.