18 ديسمبر، 2024 10:02 م

نقطة رأس سطر… الإسلام ودولة الشاب محمد ابن ابي بكر

نقطة رأس سطر… الإسلام ودولة الشاب محمد ابن ابي بكر

أولى الاسلام الحنيف أهتماما خاص بشريحة الفتوة والشباب، وقد كان نبينا ( علية وآله أفضل الصلاة والسلام) يهتم بتلك الشريحة أهتماما كبيرا، حيث نراه قد قرب الإمام علي( عليه السلام ) منه وأعطاه سره، وكذلك بالنسبة إلى أسامة ابن زيد (رض ) قد نصبه لقيادة جيش المسلمين انذاك، وكذلك لربيب مولانا علي ( عليه السلام) الشاب التقي، محمد ابن ابي بكر، هو الآخر قد جعله الامام على ولاية مصر.

نرى أن الإهتمام بشريحة الشباب، ثقافة قرآنية، خذ إليك ذو القرنين، ذلك الشاب المؤمن الشجاع، حينما توفرت فيه الصفات المطلوبة في القائد، اختارته السماء أن يكون قائدا، ومكنته يد الغيب من السلطة، وأعطته جميع الإمكانات، لكي يأخذ دوره على هذه المعمورة وفي جميع الأصعدة، إن الطاقة الشبابية طاقة كبيرة، إذا ما تم تمكينها والإستفادة منها بصورة صحيحة ومدروسة، تمكين الشباب من السلطة، لم يكن وليد هذا العصر، بل هي ثقافة اعتادتها الحضارات القديمة، وتوجت ملوكها في أعمار لاتناهز الثلاثين او اقل.

محمد ابن ابي بكر، هو الإنموذج الرائع، والذي قدمته لنا حكومة الإمام علي ( عليه السلام) حين نرى الإمام يوليه دولة مترامية الأطراف، كمصر وهو شابا يافعا، واعطاه الثقة الكاملة، وكانت بلاد مصر، عصية وصعبة جدا، وتواجه التهديدات الخارجية، إلى جنبها العدو الداخلي، نعم لاننكر ان إلى جانب العزيمة والطاقة، والوهج الكبير، الذي يتمتع به الشاب، يفتير إلى الخبرة، أو الخلفية السياسية، والتي تجعله ذو تدبر وروية، لاسيما في اتخاذ القرارات، او غيرها، لكن ليس كل الشباب يفتقر إلى الحكمة، ولذلك يجب أختيار الأكفأ والذي نتلمس فيه صفات القيادة، والكفاءه، لكي نمكنه من موقع صنع القرارات، ونسعى لنجعله وزيرا أو رأيسا للوزراء.

تمكين الشباب من السلطة في سن مبكر، يجعل منه قائدا محنكا، ذوخبرة وتجربة في قادم الأيام، وأن الشاب ذو العقل الواعي والمتفتح، يختصر الفترة الزمنية في عمله لأكتسابه الخبرة التامة والكاملة، لأنه يتمتع بطاقات كبيرة، تؤهله في عمله المتصدي له، ولذلك نرى رسول الله ( عليه واله السلام) يجعل إمرة المسلمين بقيادة اسامة إبن زيد، لما وجد فيه الكفاءه التي تؤهله لذلك، ولم يكن محمد ابن ابي بكر قد فشل في إدارة مصر، لكن المؤامرات التي كانت تحاك ضده كانت كبيرة جدا، وهي التي دعت الامام علي ( عليه السلام ) في محاولة استبداله بمالك الاشتر( رض) وكان الامام يعلم ان مالكا لن يحكم مصر، وقد بين الامام الامر لمحمد ابن ابي بكر، بأن استبداله بمالك لايعني عدم كفائته.
إذن نرى بوضوح أن تمكين الشباب من الدولة، هي ثقافة اسلامية سماوية، والتاريخ خير شاهد ودليل.