9 أبريل، 2024 5:37 ص
Search
Close this search box.

نقطة رأس السطر

Facebook
Twitter
LinkedIn

أكاد أجزم بأن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي تتميز بالمرونة والبلاغة والفصاحة وكثرة المرادفات للكلمة او اللفظة الواحدة ، وهناك أسلوب من أساليب علم البلاغة والبديع يسمى ( التورية ) ومعناها كما جاء في معجم المعاني يعني ( الأتيان بألفاظ لها معنيان اثنان ، معنى قريب ظاهر غير مقصود ، ومعنى خفي وهو المقصود ) . نقول ورّى الشيء بمعنى أخفاه .
ربما ستستغرب أخي القاريء الكريم وتتساءل وهذا من حقك :: ماذا يريد الكاتب من هذه المقدمة ؟؟ انه تساؤل منطقي ، وللجواب أقول واريد ان اتحدث ( وهو مربط الفرس ) عن بعض السياسيين وزعماء الكتل السياسية وكيف يتلاعبون بالألفاظ في احاديثهم وتصريحاتهم ويستخدمون اسلوب ( التورية ) من أجل تمرير أهدافهم ومقاصدهم عن طريق المكر والخداع وربما دخلوا دورة تدريبية في هذا المجال …و في هذه الايام حيث يشتد الصراع بين الكتل السياسية بدأنا نسمع من زعماء الكتل ( نغمة ) قديمة جديدة مفادها ان الحكومة القادمة يجب ان تقوم على ( الشراكة والتوافق والموازنة ) وهي نفس الاسطوانة المشروخة التي زكمت أنوفنا طيلة المرحلة الماضية … وانني أجزم ان زعماء الكتل ( يقصدون ) المعنى الخفي من تلك المصطلحات والالفاظ وهو ( المحاصصة ) نعم المحاصصة ، بمعنى ( ستعود حليمة الى عادتها القديمة ) كما يُقال في الامثال وبمعنى اننا سنعود الى ( نفس الطاس ونفس الحمّام ) وبمعنى آخر بأننا لم ولن نغادر هذا النظام المحاصصاتي البغيظ والذي جلبَ لنا كل الويلات والمآسي والفساد والسرقات .
الشراكة والتوافق والتوازن تعني التنازل للآخرين من أجل الحصول على المنصب التنفيذي الاول في الدولة وتعني الموافقة على شروط وطلبات زعماء الكتل التي تصب في مصلحة الكتلة ولاتصب في مصب الصالح العام … هذه الثلاثية المقيتة تعني المحاصصة ولكن ربما ( يستحي ) زعماء الكتل ان يصرّحوا بها بشكل مباشر لان الشارع العراقي والمواطن العراقي سئم منها ولم يحصد منها غير الصراعات والخلافات والاحقاد والويلات والتناقضات والكل يتربّص بالكل ، ولاأدري متى يستيقظ ضمير السياسيين ؟ ومتى سيسمعون صوت الشعب وأنين الكلمات ؟؟ ومتى تنتهي المسرحية ؟ ومتى يسدل الستار ؟ والسؤال الذي يفرض نفسه بألحاح . لماذا اذن اجرينا الانتخابات والتي كلّفت ميزانية الدولة المليارات من خلال تشغيل جيوش الموظفين واستيراد الاجهزة من الخارج والدورات التدريبية وكذلك المليارات للدعايات الانتخابية للمرشحين والرواتب الخيالية التي يتقاضاها مجلس المفوضين ؟ واذا كانت المحاصصة هدف الزعماء الكبار فليجلسوا جِلسة توافقية محاصصاتية مصحوبة بالقُبل ويوزعوا المناصب ويتقاسموا الكعكة وكل واحد يأخذ حصته من الكعكة وكفى الله المؤمنين شر القتال … وليس هناك من داعٍ للأنتخابات أليس كذلك ؟؟ ان لجوء الاطراف المتصارعة الى الشراكة والتوافق ماهو الّا تكرار للتجارب السابقة البائسة ولن تأتي ب ( بضاعة ) جديدة حيث ان المقدمات الفاشلة ادّت الى فشل النتائج والمخرجات ، هذا اولا وثانيا غياب الارادة الوطنية وضعف الثقافة الديمقراطية وانعدامها عند البعض من النخب السياسية وانهيار اهم محدداتها وهي الايمان بأرادة الشعب وحرية الرأي والتعبير وسيادة القانون …
لست متشائماً بطبعي لكن ليس هناك شيء يلوح في الأفق يجعلني متفائلا ودائما أتساءل :: متى نعانق شواطيء الامن والامان والى متى نبقى مكبلين بقيود الالم والخوف ؟ ( وهل نترك مستقبلنا يتدحرج نحو المجهول ؟؟ ) كما يقول الدكتور ماجد اسد …أقول وبلسان حال كل العراقيين :: تباً للمحاصصة ومريديها …..
نقطة رأس السطر …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب