23 ديسمبر، 2024 4:49 ص

نقطة رأس السطر حول الضربة الايرانية الأخيرة

نقطة رأس السطر حول الضربة الايرانية الأخيرة

هذا الموضوع ليس المقال الاسبوعي الذي ننشره عادة بل هو نظرة خاطفة عن الضربة الأيرانية للقاعدتين الامريكيتين كردة فعل على الضربة الامريكية بإستهداف أكبر شخصية ايرانية بعد المرشد الايراني، وسينشر الموضوع الاسبوعي بعده.
ـ كانت الصواريخ الايرانية التي ضربت القواعد العسكرية في عين الأسد واربيل دقيقة جدا لدرجة انها لم تجرح أي جندي امريكي او عراقي، فعلا رد ايراني مزلزل كما زعموا. او ربما كانت صواريخ صديقة استخدمت نتيجة خطأ تقني! الله أعلم!
ـ استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الايراني في بغداد اسجدي بعد انتهاك ايران سيادة العراق بالعدوان على القاعدتين الامريكيتين، وقال وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم (ايراني الجنسي) لأسجدي: كما قصفتم القواعد الامريكية لحفظ وجه حكومتكم أمام شعبكم، فقد استدعيناكم لنحفظ وجه حكومتنا لا أكثر.
ـ اذا كان رئيس الوزراء المخلوع عادل عبد المهدي لم يستنكر العدوان الايراني على سيادة العراق، فهل تتوقع ان تستنكر وزارة الخارجية العدوان الايراني. فكر قليلا وأجب!
ـ قال رئيس الوزراء المخلوع عادل عبد المهدي ” بعد منتصف الليل تلقينا رسالة شفوية رسمية من قبل ايران بأن الرد الايراني على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل”.
لاحظ انه لا يعرف ان كان الرد بدأ أم لم يبدأ، وجعل الوقت مفتوحا بعد منتصف الليل، ومع هذا زعم ” انذرنا فور تلقينا الخبر القيادات العسكرية لإتخاذ الاحتياطات اللازمة”.
نسأل هذا القزم العميل:
1. ان كان العدوان قد بدأ فما فائدة ابلاغ القطعات العسكرية؟
2. عندما تلقى الخبر ما كان موقفه من العدوان ورده على التبليغ الشفوي؟ لماذا لم يوضح موقفه منه؟
3. ما الفرق الضربة الامريكية عن الضربة الايرانية من حيث انتهاك السيادة العراقية، لماذا استنكر العدوان الامريكي، ورفض استنكار العدوان الايراني؟
4. هل هذا تصرف رئيس وزراء ام صحفي مستجد حقق سبق صحفي؟
ـ ان كان كلامه صحيح وبلغ القطعات العراقية بإتخاذ الاحتياطات اللازمة فهذا يعني انه بلغ القوات الامريكية ايضا، لأنها تعمل مع القوات العراقية وستعرف بالضربة من خلال احتياطات القوات العراقية. وهذا الأمر يفند مزاعم نظام الملالي بان العدوان أسفر عن (80) قتيل وما يقارب (200) جريح، وخسائر كبيرة في المعدات الامريكية.
وهنا يمكن ملاحظة الآتي:
1. اليس من الغريب انه لا يوجد في بيان ايران حول خسائر الأمريكان اي قتلى او جرحى عراقيين، هل للصواريخ الايرانية حرية اختيار ضحاياها؟ وهذا ما أوضحه عبد المهدي بقوله ” لم تردنا أية خسائر بشرية لدى الجانب العراقي، ولم تردنا رسميا خسائر في جانب قوات التحالف”.
2. لو افترضنا ان الجانب الامريكي يكذب بشأن خسائره، وهذا مستحيل لأن الأعلام الامريكي واسر الضحايا الامريكان لن يسكتوا عن الأمر، نحن نتحدث عن اعلام امريكي وليس عربي مسيس، وسيحاسب الرئيس الأمريكي على كذبه تجاه شعبه، وهذا صيد ثمين للديمقراطيين يمكن ان يوظفوه في الحملة الإنتخابية الرئاسية القادمة على اعتبار ان الرئيس ترامب كاذب.
نقول ان قوات التحالف لا تضم امريكان فقط، وانما عناصر من عدة دول، وأكدت جميع الدول المتحالفة كالدنمارك وبلغاريا والنرويج وفرنسا بأنه ليس لديهم خسائر بشرية جراء العدوان الايراني على قواعد التحالف.
3. ما ان تبين كذب النظام الايراني بشأن القتلى، حتى قامت الأبواق الايرانية وانصارها والذباب الألكتروني بتوجيه البوصلة الى أمر آخر، وهو انه ليس المهم الخسائر البشرية والمعدات، بل المهم ان النظام الايراني رد ردا عسكريا على إغتيال الجنرال سليماني، والضرية تمثل قيمة معنوية للنظام الايراني. وحولوه ايضا الى مسألة اخرى وهي الحشود التي شاركت في تشييع الجنرال سليماني، وهي كالعادة بالملايين كما عودونا هم، وعميلهم المعتكف في قم مقتدى الصدر.
4. ان خسائر ايران بعد الضربة اكثر من الخسائر الأمريكية في القاعدتين، فقد خسروا ابرز قائد عسكري في النظام، وكان مرشحا لرئاسة الحكومة القادمة، علاوة على (60) قتيل ايراني ومئات الجرحى جراء التدافع بسبب تشيع الجنرال سليماني، وخسارة صواريخ لم تحقق الهدف منها، وارتفاع في اسعار النفط العالمي لم يستفيدوا منها، علاوة على استنكار جميع دول العالم للضربة.
ـ جاء موقف وزير الخارجية الايراني مزلزلا اكثر من الضربة العسكرية نفسها، فقد ارسل رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة جاء فيها” نحن لا نسعى الى التصعيد او الى الحرب، لكننا سندافع عن انفسنا ضد اي عدوان”. وانتهى بالقول” المهمة انجزت”. ولا مزيد من الاجراءات. في حين قال الخامنئي ” وجهنا صفعة للأمريكان، لكن هذه الضربة لا تكفي”. نصدق من منهما؟
علي الكاش
نقطة رأس السطر