المُتابع للحالة السياسية العالمية، لا يُمكن ان يَغفَل عمّا يَجري، ولكن الاحداث تَسير بِسرعة، اِضافة لوجود عَوامل مُساعدة للفتِ ألانظار، عمّا يجري تخطيطه خلف الكواليس، ليُشغل المتتبع عن الهدف الرئيسي، المُراد تطبيقه وُفق الخارطة المرسومة، لِحَرف المسار السياسي العالمي الحالي عن المسار الذي يسير به العالم .
الربيع العربي! اولى طلائع التغيير، الذي جرى ويجري تطبيق بقايا السيناريو المعد سلفا، لتغيير خارطة العالم العربي بالذات، كونه المالك الاكثر للثروة النفطية العالمية، ولا ننسى سياسة الثعلب الامريكي هنري كيسنجر، الذي رسم مستقبل العالم، الذي بدأ المرئي والمنظور منه كأنهيار الاتحاد السوفيتي .
زُجَ صدام بِمُسَلسَلِ للقضاء على القوة العسكرية والاقتصاد العراقي، بدأً بحرب الخليج الاولى، وضد الجارة ايران كان اول الغيث، تلته لعبة موافقة امريكا بدخوله للكويت، واخراجه منهك القوى، من الآلة العسكرية، والمعنويات الهابطة، تلاه الحصار الاقتصادي، مع تحميله الخسائر، التي تم مضاعفتها اضعافا لايمكن تصورها، مع تعويض اسرائيل عن ماتعرضت له من الصواريخ العراقية، وبعدها تم الحاق ذريعة السلاح الذري، الذي كان وبالا على العراق، وسقوط النظام بسببه، ولاننسى الدور الخليجي، وبعض الدول العربية، لما قامت به من الادوارالمرسومة لها، وتحميلها تكاليف تلك الحروب، التي اخذت زينة شباب العراق، نتيجة لتلك التخرصات الهوجاء، التي كان ينتهجها صدام .
ايران كانت من اصعب الدول، على السياسة الامريكية والصهيونية العالمية، ولم تترك اي ثغرة عليها، لانها تمتلك سياسة محنكة، تقوم على المشورة واصحاب الرأي السديد، من فطاحل الساسة الايرانيين، لانهم بدأ ببناء دولة اساسها خدمة المواطن والوطن قبل كل شيء، ومن اولوياتها بناء المواطن الايراني وأعداده .
كل الذي جرى في الفترة الماضية، من مسلسل الربيع العربي ، بدأً ب ((البوعزيزي )) وكان الشرارة الاولى ، وقد تم تدارك تلك الثورة التونسية، التي قامت ضد النظام المستبد في تونس، لم تكن تلك الشرارة شيء عادي، بل وانتقلت كأنها فيروس، وقد حث بقية شعوب الدول العربية، على القيام بثورة بيضاء، ضد الظلم والهيمنة على تلك الشعوب.
كل الانظمة كانت مهيمنة على شعوبها عالميا، بواسطة قادة تلك الدول، كونهم مسيرين لقمع لتلك الشعوب، وقد ساهمت الانظمة العالمية بحرف مسار الثورة، لتجلب لنا الاسلام المتطرف، بأعتبار تلك الدول تهوى ذلك النظام، لانه من ظمن العقيدة وقريب لهم من حيث الدين.
الفشل الذريع يطفو على السطح، وليبيا وبمساعدة الدول الغربية بتكنلوجيتها، من ملاحقة القذافي بواسطة الاقمار الصناعية، والقضاء عليه، لتغيير الوجهة ليس محض صدفة، وصبها لجانب جعل العدو العالمي لكل تلك الدول ” ايران “والقضاء عليها بواسطة تجييش كل تلك الدول، وأعدادها اعلاميا، وحرف المسار، وصبه على ايران، والتخلص منها من دون رمي اطلاقة واحدة، فهل ستقدر قوى الكفر والظلام على ذلك؟ هذا ماستثبته الايام القادمة، كون بغداد ليست سوى الانطلاقة.