من سنين واحنا ننتقد … اشخاص: سياسيين .. رجال دين .. اعلاميين .. والقائمة طويلة .. ولا زلنا ننتقد .. حتى تشابه الانتقاد بالانتقاص من تلك الشخصيات وضاعت الحسبة هل هذا الانتقاد موضوعي لو شخصي .. ولا زلنا ننتقد .. انا واحد من اولئك المنتقدين المزمني الانتقاد .. والنتيجة !؟ ماكو شي تغير ..
لا عرفنا نغير واقع بلد ولا مدينة ولا محلة ولا شارع .. صدام حسين شالوه اللي جابوه وبعدين اعدموه .. المالكي شالوه اللي جابوه .. رجال الدين ما نعرف من وين ولا شيريدون من الدين يوميا طالعين بفتوى ونصب فخاخ بين الناس .. الاعلاميين فاسدين اغلبهم .. شيوخ العشائر صار سعرهم معروف .. ضباط الجيش الكبار باعوا العراق باكثر من مرحلة ومعركة .. المدراء العامين والوزراء والنواب وصنفهم عبارة عن حرامية كبار .. ميزانية بلد لا اقرت ولا تقر ومو اول سنة تتاخر الى نهاية العام .. شنو اللي تغيير !؟
ما تغيير شي .. البلد من الستينات ولليوم اهله يهاجرون ويتهجرون وينقتلون وكل مرة بلون وسبب .. شنو اللي تغيير !؟ نكذب على نفسنا نقول نقدر نغير شي !؟ لا والله ما دا نقدر نغير شي، واحسن واحد بينا هو اللي دا يقدر يغير شخصه ويعدل مفاهيمه ويحاول ان يكون انسان طبيعي، لكن كم واحد بينا صار انسان طبيعي !؟
تعبت من الانتقاد والحجي … بس حقيقة ما اقدر اتوقف عن انتقاد الغلط … ما اعرف اشوف غلط وظلم واسكت … تعبنا اني وانتو وتحولت حياتنا الى كوابيس ليل ونهار .. تعبنا وحياتنا كلها مسروقة وايامنا ضايعة وحياتنا مخربطة وواحدنا يا دوب قادر يعيش ايامه ويخطط لفترة قصيرة لان كل يوم حياتنا بحال وبلدنا بحال ونفسياتنا بحال وحتى اهالينا صارت شوفتهم علينا عزيزة واقاربنا واصدقائنا ومدننا … كل شي بدا يضيع من ايدنا لو ضاع اصلا وما عاد يرجع …
تعبنا من الغربة والجوازات والحدود والسفر والسكن والبحث عن عمل والهم في الحفاظ على الحياة الجديدة ونخاف لا نرجع خطوة ليورا .. عن نفسي انسان اكاديمي مهني بعيد عن كل هذا العبث الحاصل ومو شغلتي ان كل يوم انزل موضوع على صفحة الفيسبوك لو هنا وانتقد واحجي واقضي ساعات احلل واناقش … مليت من هالوضع .. تعبنا من الحياة القلقة وعدم الاستقرار .. تريد تبني خط بحياتك ما تقدر .. تريد تمشي بطريق للنهاية ما تقدر .. تريد تتوقع اش راح يصير بالفترة القادمة ما تقدر .. تفكر بالسياسة وقذارة السياسة وتريد تفهم القادم المجهول ما تقدر .. تاكل نفسك وتستهلك ايامك وصحتك وتنعزل عن محيطك وعالمك وناسك ..
الخيار البديل مشكلته انه وضيع ودوني وعادة وسخ وهو الالتحاق بهذا الموكب البشري الرخيص والعيش وياهم لا حلال ولا حرام ولا حرية ولا ظلم كلها متساوية يمك وكلها تمشي ايامك، وحياتك على المحك دوما وانت متعود او دا تتعود على هالحياة .. ويلا امشيها شسوي يلا خلي اعيش يومي وما افكر .. اني شعليه عساها تنهجم .. وغيرها من طرق العيش لا الانساني …
اللي اريد اقوله ما اعرف اختصره هنا بكلمتين … لكن حقيقة .. كافي تعبنا