22 ديسمبر، 2024 11:15 م

نقد المرجعية الدينية في النجف ج 2

نقد المرجعية الدينية في النجف ج 2

من هي المرجعية الدينية ؟

لابد من معرفة هذه المؤسسة التي تحكمنا عقائديا وفقهيا وإقتصاديا وسياسا ، ومن أين جاءت ، ماهو تأريخها ؟.

لكل بلد أو حزب أو عقيدة ( مذهب ودين ) تأريخ وجذور ، وتأسيس ، وعلينا أن لانخشى من الحديث عن هذا المتقدس ( التابو ) ، نعبر الخطوط الحمراء التي وضعوها بيننا وبينهم ، نصعد فوق الحائط الذي بنوه حول مملكتهم الدينية  ( مملكة الصمت ) ، لمشاهدة مايدور في السراديب المظلمة .

الله تعالى والكتب السماوية والأحاديث النبوية وكل نص يديني يخضع للنقاش والتحليل ، وفي العقيدة الشيعية يناقشون وجود الله من عدمه ، ويفترضون له شريكا ، تحت مسمى ( فرض المحال ليس بمحال ) ، وإذا كان المقدس الحقيقي الله وأنبياءه وكتبه ، تناقش وتدرس ، لماذا لا تدرس المرجعية الدينية ، لمعرفة واجباتها وماذا تفعل ، وخصوصا الجانب الأقتصادي ؟.

أول آية نزلت على النبي محمد ص : إقرأ  : فعل وفاعل ، معناها تعلم ، لاتبقى في دائرة الجهل ، ونجد المرجعية الدينية وحراسها المدججون بسلاح الفتوى ، يمنعون ويحرمون ما جاء به النبي ص والقرآن الكريم ، وهو التعلم ومنه ، معرفة ( الألهة البشرية ) التي تحكمنا .

المطلوب منا ، الذي تريده لنا المؤسسة الدينية في النجف هو أن تطبق علينا مفاهيم رواية السلطان العاري حتى نكون مصداقا لها ، وهي : سلطان في مملكة ما ، يخرج عاريا أمام رعيته ، ويجبرهم بالتظاهر على أنهم لا يرون عورته ، فهكذا يراد لنا أن نقدس ونرى عورة المرجع الأعلى ونتظاهر بأننا لم نرها ، وهو بريئ مما يجري في بلدنا من خراب ودمار وتجهيل .

وفي نفس السياق في الثمانيات عرض مخرج أمريكي فلم الرؤيا ،  في مقدمته تلاميذ مدرسة ، يسيرون في طابور الى نفق في نهايته مثرمة كبيرة ، يسقطون فيها ، ويبدو أن مخرج الفلم إستحضر حالتنا الراهنة في العراق الذي تحكمه المرجعية الدينية في النجف ، طاعتها ذهبت بنا إلى الهاوية ، ونحن نستمع لكل خطبة يوم الجمعة : عباد الله إتقوا الله ، وأهم شيء توصيات المرجعية الدينية ، لا تمر نشرة أخبار ولا جلسة برلمان إلا وحشروا إسم المرجعية الدينية والمرجع الأعلى .

وبالعودة إلى التأريخ لنبشه ، لمعرفة حقيقة هذه المؤسسة الدينية ، نجد أن الفكر الفارسي تحرك لإدامة الاحتلال الفارسي الذي سبق الفتح الاسلامي وجثم على صدر العراق 750 سنة ، لكن بطريقة خبيثة ، أخبث من كل خبيث ، وهي أنهم علموا أن الاسلام قد إختطفهم إلى الابد ، ولايمكن التخلص منه ،  يشعرون بالذل ويعيشون المرارة بعد سقوط إمبراطوية فارس ، حالة إذلال وإغتراب مع الاسلام ، بدأ التحرك للدخول في الجسم الاسلامي منذ أن شاهد أبو لؤلؤة المجوسي عملية إذلال بنات كسرى .

قرروا الدخول في الاسلام لتفتيته من الداخل ، نقرأ عن الاسرائيليات ، ولكننا نسينا المجوسيات والصفويات ، كتبوا تأريخ المسلمين وشوهوا بعضه ، وضعوا الروايات التافهة على لسان هذا الصحابي أو ذاك ، وجاءوا لنقدها ، حتى يحدثوا الفتن والفرقة بين الناس ، وساروا في مشروعهم خطوة خطوة ، حتى تمنكوا سياسيا في الخلافة العباسية ، فكتبوا كتب الفقه ، وشكلوا المذاهب الإسلامية ، فالفقه فارسي وليس عربيا  ، البلاء جاء من تغلغل الفرس في جسم الدولة العباسية .

المسلمون عندما فتحوا العراق وبلاد فارس ، دعوهم لعبادة الله ، فدخلوا الاسلام آلهة تعبد من دون الله ، إتخذوا الاسماء التي تختطف عقول العامة من قبيل : آية الله ، والعطمى وفوق العظمى ، وروح الله ، عصمة الله ، كفاءة الله ، حبل الله المتين وووالخ .

فمن يجرأ أن يعارض هذه المتقدسات ؟.

الأجتياح التركي والدولة الصفوية :

فاق إسماعيل الصفوي من نومه ، فوجد الجيوش التركية في بلاد فارس ، سأل عن سبب عدم مقاومتهم ، أوكل المهمة لمستشاريه ، كانت النتيجة التي خرج بها المحققون هي : هناك سببان : الاول : المسلم لا يقاتل المسلم ( سبب ديني ) .

الثاني : عرقي يشترك بعض الاتراك مع الايرانين في نفس العرق .

فقرر إسماعيل الصفوي أن يخلق دينا ومذهبا ، يختلف عن مذاهب الملسمين وهو المذهب الصفوي ، ونتاجه مرجعيات النجف وكربلاء ، غطوا على تشكيل الدين الجديد ، برواية لاتصمد أمام التفنيد وهي : أن الشاه إختلف مع زوجته وطلقها وهو سني ، هنا لايحق له إعادتها ، حتى ينكحها  غيره ، فوجد ضالته وحل مشكلته في الفقه الشيعي ، الذي يسمح له بإرجاع زوجته … شهوة الشاه دفعته لتغيير مذهب إيران كلها من التسنن الى التشييع ، اية سخرية هذه ؟.

منذ أن تأسس المذهب الجديد ( الصفوي ) بدأت عمليات الاختطاف لشيعة العراق ، ويرافقها عمليات تجهيل للناس ، وكلما يتقدم بنا وبهم الزمن ، يشرعون القوانين الاكثر صرامة وقسوة ، لإختطافنا ، وتسليط المتخلفين علينا ، والهدف هو السيطرة والاستيلاء على أهم مورد مالي ضخم في العراق ، أموال الخمس والزكاة والتبرعات ، تحويلها إلى إيران ، فضلا عن سيطرة إمبراطور إيران على رؤوس كبار الحوزة ومرجعياتها .

حرب مستمرة لمنع الفقهاء الشيعة العرب العراقيين ، من الوصول إلى سدة المرجعية الدينية ، أو ما يسمى منصب المرجع الأعلى في النجف ، فمهما كانت أعلمية الفقيه العربي العراقي او غيره من العرب ، يحرمون عليه الوصول إلى منصب مرجع أعلى ، واذا زاحمهم بعلمه وقوة شخصيته ، يسعون إلى تشويه صورته أمام المجتمع ، ويذهبون إلى تصفيته  جسديا إن إقتضى الامر ، فهي مملكة ولديها سلاحها العسكري ، وفتاواها التي تقتل ، ولديها عصابات خطيرة .

تتوفر المؤسسة الدينية على ماكنة إعلامية ، شغلها تجهيل الناس ، وخلق هالة  وقدسية لشخص المرجع ( الاعلى ) اذا كان فارسيا ، فضلا عن صنع كارزيما له ، تبث سمومها ، لتحريم السؤال عن المتقدسين ، ومن أنتم حتى تسألوهم ، وما هي قيمتكم أمامهم ، الراد عليهم راد على المهدي وبالتالي أنتم تردون على الله ، مصيركم النار .

وبإعتباري شيعي يهمني دراسة هذه الحالة الخطيرة في بلدي العراق ، وبعد أن إكتشفت الاليات التي تعمل من خلالها المرجعيات الدينية الفارسية المستوردة ، والتي تختطفني ، وتسلب مني هويتي وإنسانيتي ووطني  ، وتقتل فطرتي ، إتخذت لي وصفا يعبر عن مآساتي وهو ( شيعي سابق ) بعد أن تحسست حجم الجروح الغائرة على هويتي الوطنية العراقية ، وجدت أن المرجعية الدينية في النجف وكربلاء ، هي إمتداد للاحتلال الفارسي للعراق قبل الفتح ، لكنه بمسمى آخر وهو ( مذهب أهل البيت ع ) ، فهو أطول إحتلال عرفه التأريخ البشري ، ذلك الاحتلال الذي بنى إمبراطوريته المالية الضخمة من أموال العتبات المقدسة في العراق .