23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

نقابة الفنانين والانتخابات المقبلة

نقابة الفنانين والانتخابات المقبلة

قد يقول قائل ما دخل كاتب هذه السطور في نقابة الفنانين والانتخابات والترشيح لها لاسيما وانه أستاذ في الجامعة يدرس مادة الاقتصاد لطلبته فهل هي فوضى حرية الكتابة أو تدخل لا مبرر له فأين الاقتصاد من الفن ، ربما هي فسحة الحرية التي تمتع بها العراقيون بعد التغيير النيساني ومن خلال القناعة بان الفن للحياة وليس الفن للفن فقط أي بمعنى أن الفن لابد أن يكون مدار اهتمام كل المجتمع فهو الحياة والمرآة العاكسة لهموم المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية وعليه ليس من المنطقي أن يقول احدهم أن لا دخل لغير المنتمي إلى نقابة الفنانين في الانتخابات المقبلة وهي حصراً على المنتمين ، هنا نقول بما أن الفنان عاكس لهموم الوطن والمجتمع لابد أن يشترك الجميع في هذه الانتخابات حتى ولو بكلمة واحدة ، فالذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما قراءته من البرنامج الانتخابي للفنان غانم حميد الذي تعهد ببناء الفنان العراقي نفسيا وماديا ومعنويا ، وهذا لا يعني الدعاية الانتخابية لهذا الرجل ولكن فعلا البرنامج الانتخابي يستحق أن يقرأ بما يحمله من رؤية مستقبلية لبناء مؤسسة للفنانين ترعى همومهم ومشاكلهم بطريقة موضوعة وعلمية واقتصادية عن طريق بناءها الذاتي دون الاعتماد على مساعدات ومعونات الحكومة أو الأحزاب المتنفذة في السلطة أو العملية السياسية .
يأتي ذلك من خلال البرنامج الانتخابي الذي طرحه الفنان غانم حميد عن طريق إلغاء قانون نقابة الفنانين السابق والذي كتب نهاية الستينات وهو قانون كتب بأشراف وفلسفة الحزب الحاكم آنذاك…واستبدالها بقانون جديد. يتبنى فلسفة التغيير النيساني المبني على كون الفن للحياة وليس فناً مجيراً لحزب أو طائفة أو أيدلوجية فكرية محددة تمجد المسؤول بل هو فن لكل العراقيين من خلال نشر روح التسامح والحب وثقافة المواطنة والحرية الفكرية والشخصية ، فضلا عن العمل على إزالة قناعة البعض من فناني الهيئة العامة الذين يعدون نقابة الفنانين هي واحدة من مؤسسات الحكومة مثلما كانت مرتبطة بما يدعى بالمكتب المهني .
لذلك لابد أن يعي الفنانين خطورة المرحلة التي تحتاج إلى برنامج انتخابي ينقذ نقابة الفنانين من العجز فيعيد هذا البرنامج ترميم مؤسسة الفنانين ويعيد الكرامة إلى فنانينا الأعزاء ، ولا يتم ذلك ألا بان تكون هذه المؤسسة حرة في فكرها وفلسفتها ودفاعها القانوني عن الفن والفنانين  عبر حريتها في اقتصادها وعدم الارتباط بأي وزارة كانت أو منظمه وأن يبني اقتصادها من المدخولات التي عبر عنها الفنان غانم حميد في برنامجه الانتخابي وهي ، استيفاء مبلغ (250) دينار من كل فنان يوميا وعلى مدار سنة ، السنة الأولى .. و(500) دينار يوميا عن ألسنه الثانية من عمر تأسيس النقابة الجديدة … وهكذا … صعودا حد قيمة (1000) دينار يوميا غير قابلة للزيادة أكثر و استحصال مبلغ شهري من كل محطة فضائية عراقية كبديل لموافقة النقابة في تصوير كوادر المحطة لبرامجها في الشارع مثلما هو حاصل في بعض الدول العربية والأجنبية ، ويكون المبلغ (1000000) مليون دينار عراقي للمحطة الفضائية العراقية شهريا و (2000000) مليوني دينار عراقي للمحطة الفضائية الغير عراقية شهريا ، وغيرها من الإجراءات التي تحقق استقلالية النقابة منها وكما طرحها غانم حميد استحصال ضريبة عمل داخل العراق لأي قادم ( فلم ، مسلسل ، أغنية،،الخ) يرغب في التصوير داخل البلد مبلغ 10% من قيمة ميزانيته فضلا عن كل المسارح العاملة في البلد ، وتستحصل النقابة نسبة 8% من سعر البطاقة بغية إجازة ممارسة عمل ناهيك عن فرض النقابة نسبة على ميزانيات شركات الإنتاج العاملة بالعراق (العراقية 7%) و (العربية 10%) و (الاجنبية12%) وبذلك يمكن أن تنتج النقابة وتجني أرباحا  والعائد للمساهمين من الفنانين .
من هنا ستستقل النقابة في مواردها المالية وتصبح مؤسسة حرة غير خاضعة للأجندات الداخلية أو الخارجية ويمكن لها أن تعبر عن نفسها بكل حرية بدون تدخل الدولة والحكومة والطبقة السياسية في عملها ، وهذا سيكون الأساس لعمل نقابة الفنانين ليتم الاستفادة من الموارد المالية التي تجنيها النقابة في بناء مشاريع استثمارية لعلها ما صرح به الفنان غانم من بناء متشفى استثماري يكون علاج الفنانين مجاناً في حين لغير الفنانين باجرة بدلا من ذهاب البعض من العراقيين للتطبب خارج العراق ، وربما تنشأ أفكار جديدة عندما تقف مؤسسة الفنانين على رجلها بجهود جميع الفنانين ، لذلك الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع البرنامج الانتخابي الذي طرحه حميد وهذه سابقة تحسب إلى هذا الرجل الذي أن انتخبه الفنانين لا لشخصه وإنما لبرنامجه الانتخابي فالغرب اليوم عندما يختار شخص أو حزب معين لا يختار هذه الشخص آو الحزب لذاته وإنما لبرنامجه الانتخابي فألف تحية لكل الفنانين في اختيارهم ونتمنى النجاح لمؤسسة الفنانين هذه المؤسسة الداعمة للحياة .