23 ديسمبر، 2024 9:35 م

نقابة الفنانين العراقيين كيف السبيل لإصلاح منظومتها الإدارية ؟

نقابة الفنانين العراقيين كيف السبيل لإصلاح منظومتها الإدارية ؟

لعل إقتراب موعد الانتخابات الخاصة بنقابة الفنانين العراقيين أطلق العنان مجددا ً  لجدل كبير بين أوساط الفنانين والمعنيين بألشأن الفني حول جدوى الانتخابات وتأثيرها في عملية إرساء مشهدِ عملٍ نقابي يرقى إلى ما يرنو إليه الفنان العراقي فيما يتعلق في تهيئة الارضية المناسبة له ليتمكن من مواصلة إبداعه الفني وسط جو شفاف من شأنه حفظ حقوقه  عبرإيصال صوته لمصادر القرار لـتأمين وجود تشريعات قانونية تحدد ما له من حقوق وما عليه من واجبات في ضوء التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على صعيد العمل النقابي ، وفي ظل الحاجة الملحة لتطوير وإصلاح عمل النقابة ليتساوق مع إحتياجات الفنانين الذي يمثلون شريحة لطالما عانت من التهميش والشللية والمحسوبية جراء وجود بعض المتنفذين في هيكل النقابة الذين لا يقفون على مسافة واحدة تجاه كافة منتسبي النقابة الامر الذي ولّد لدى الكثير من المغبونين من أعضاء النقابةالشعور باليأس وعدم الجدوى في وجود إنتخابات لعدم وجود آلية شفافة في توزيع الامتيازات والحقوق ، فنرى أن تلك العملية تتم بإنتقائية دون النظر بإمعان لواقع الفنانين لذا باتت نقابة الفنانين شأنها شان بقية المؤسسات العراقية الفاسدة التي يمارس فيها الفساد ، مما أفقدها مصداقيتها كما هو حاصل لدى الشعب العراقي الذي فقد ثقته بسياسيه الجدد الذين أثبتوا عبر أكثر من عقد أن همهم الأساسي هو جني المكاسب والسيطرة على مقاليد الحكم حتى لو كان على حساب الوطن والمواطن والنتيجة أنهم بعد أكثر من عشر سنوات لم يحقق حكام العراق الجدد ما يثير الفخر في مسار بناء الدولة ومؤسساتها وترسيخ مفهوم المواطنة والقضاء على الفساد والطائفية السياسية المقيتة ، فليس غريبا ً أن ينعكس أداء السلطة في العراق نقول السلطة ولا نقول أداء الدولة لان مفهوم الدولة لا زال غير متجسد في ظل وجود ثلة فاسدة تحكم العراق ، ليس غريبا ً أن توجد نقابة هزيلة لم تقدم شيئا ً للفنان العراقي الذي عانى المرض والعزلة في السنوات الأخيرة دون أن يلتفت له أحد حتى وصل لجادة اليأس التي أوصلته لنهايته المحتومة ( الموت ) والآن بعد فصول من الفشل في أداء هذه النقابة وإقتراب موعد خوض غمار الانتخابات هل سأل المرشحون أنفسهم  في كيفية النهوض بعمل النقابة وهل يملكون أجندة إصلاح واضحة المعالم وتستجيب لمتطلبات المرحلة وإحتياجاتها ؟ وفي خضم الحديث عن الترشيح والانتخابات والرغبة في تحديث آلية عمل النقابة تبرز الحاجة لإتاحة الفرصة أمام دماء جديدة من الفنانين أو المشتغلين في الوسط الفني من أولئك المشهود له بالنزاهة لترشيح أنفسهم والتصدي لمهمة إدارة نقابة تعد من أهم النقابات لانها تتعاطى بالثقافة والفنون التي تمثل واجهة من واجهات البلد الذي هو الآن بحاجة لنفض غبار الحروب وصياغة خطاب فني جمالي يرتقي لطموحات الناس الإنسانية وترميم الذائقة لدى الجمهور بعدما أقحمت عليه الكثير من الثقافات السطحية على صعيد الموسيقى والفنون الأخرى ، وتبرز الحاجة أيضا ً لإستقطاب الفنانين العراقيين المغتربين الذي قضوا عقودا ً في المنفى بسبب ظروف البلد وتعقيدات مشهده ، وفي الوقت الذي تبرز الحاجة لجلب هؤلاء لرفد الحركة الفنية في العراق نجد ثمة خطاب يشي بنفحة إنقسام من خلال مسميات ( فنانو الداخل والخارج ) التي من شأنها توسيع الهوة بين الفنانين العراقيين لذا فقد دأب البعض على تهميش الفنانين العراقيين المغتربين وعزلهم وعدم دعوتهم لحضور فعاليات فنية تنظم بين الفينة والأخرى ، إلا ّ إّذا حضرت العلاقات الشخصية ووظفت لتحقيق هدف من هذا القبيل لذلك  غالبا ً ما يتم توجيه الدعوات وفق مبدأ الإنتقائية والمصالح الشخصية ، فنحن كمغتربين ندعى هنا إلى مهرجانات في كندا أو أمريكا في حين يضيقون الخناق علينا في بلدنا العزيز نتيجة الممارسات ، وإزاء هذا الواقع  لابد من ثورة على السائد من سلبيات تحكم المشهد الفني والثقافي في العراق تبدأ بتغيير جميع السلوكيات غير النزيهة التي من شأنها تلويث الفن الذي هو في جوهره اسمى رسالة إنسانية يوجهها الإنسان لبناء مجتمع سليم .