8 أبريل، 2024 2:32 م
Search
Close this search box.

نقابة الصحفيين تخضع لتفاهات مرضى كان واخواتها !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل اكثر من عشرين عاما او اكثر شاهدت احدى المسرحيات الكويتية .. وفي احدى مشاهدتها تكلم احدهم وبصوت عال عن حال العرب (كنا في اسبانيا ، كنا في الصين ، كان علمنا يرفرف في افريقيا ، كنا في بخاري ، كان … كنا …الخ) وهنا قاطعه الممثل المعروف الراحل عبد الحسين عبد الرضا (كافي كافي .. احنا شعوب كان واخواتها ) !!! … هذا المشهد المسرحي ينطبق على بعض الصحفيين (من الذين عملوا قبل عام 2003) الذين مازالوا يعيشون في مرض او عقدة (كان واخواتها) .
هؤلاء لا يرون الحياة الا من (خرم ابرة) كما يقول المثل الشعبي المصري حيث يخرج الينا احدهم وهو استاذ في احدى كليات الاعلام وصحفي (عديگ) ليدلو من على احدى شاشات الفضائيات قبل فترة بأن الصحافة اليوم في العراق اصبح لمن هب ودب .. ودليل هذا الاستاذ كما قال : كنا قبل عام 2003 لا نتجاوز الستة الاف صحفي اما اليوم فأن نقابة الصحفيين تضم زهاء اربعة عشر الف صحفي .. مضيفا : ان هذا الرقم الكبير يدلل عن تردي الواقع الصحفي ودخول الطارئين عليها .. فكيف (والسؤال لهذا الاستاذ الصحفي) يصبح الستة الاف الى اربعة عشر صحفي ؟!!! .. وخرج علينا صحفي ثان في مقالة نشرت على المواقع الالكترونية عن الكم الهائل للصحفيين يقول : كان عدد الصحفيين لا يتجاوز السبعة الاف واليوم اصبح اكثر من ستة عشر الف صحفي بسبب دخول من هب ودب الى عالم الصحافة … وآخر ممن هو على هذه الشاكله يقول كان العمل الصحفي سابقا صعبا ورصينا اما اليوم فأصبح من السهل ان تكون صحفيا .. وكنا عددا قليلا واليوم اصبحنا في رقم كبير …
اقول الى هؤلاء والى غيرهم وفي معادلة بسيطة .. سابقا كانت هناك صحف لا تتعدى اصابع اليدين  (الثورة ، الجمهورية ، العراق ، القادسية ، البعث الرياضي ، بابل ) مع بعض الصحف المغمورة .. وكانت هناك قناتين اثنتين (القناة الاولى ، الشباب) وكان عدد المنتمين حسب قولكم ما بين ستة الاف الى سبعة الاف .. واليوم هناك صحف ذو مكانة مرموقة وعلى سبيل المثال لا الحصر (الصباح ، المشرق ، التاخي ، الشرق الاوسط ، الزمان ، البينة ، الصباح الجديد ، البينة الجديدة ، العدالة ، البيان ، الاتحاد ، كل الاخبار ، الدعوة ، بغداد ، البرلمان ، الدستور ، الحرية ، الاستقامة ، الملاعب ، الناس ، المستقبل العراقي ، المدى ، الرأي العام ، طريق الشعب ، الاهالي .. وغيرها الكثير ) مع جل احترامي وتقديري للصحف التي لم تذكر .. كما ان هناك قنوات فضائية تربو على خمسين فضائية واكثر ناهيك عن وكالات الانباء الخبرية فكل هذا والاخوان متعجبون ان يصل الرقم الى ستة عشر الف .. وهنا يأتي سؤالي لهؤلاء (مرضى كان واخواتها) : كنتم ستة الاف لاقل من عشر صحف وقناتين فكيف بأكثر من ثلاثين صحيفة واكثر من خمسين قناة فضائية تستكثرون زيادة عشرة الاف .. والسؤال الثاني : هناك خريجي كليات الاعلام سنوية الى اين ينتمون الى نقابة الاطباء او نقابة المحامين او نقابة المعلمين او نقابة الافران والمعجنات يا اساتذة ؟!!!
لا يهمني تصريحات هذه القلة (والتي علت اصواتها بعد المنح التشجيعية ) ولكن الذي يهمني هو الموقف الخجول لنقابة الصحفيين العراقيين امام هؤلاء وكلمات المجاملة اليهم بدلا من ردهم ردا قاسيا وعدم انحناء الرؤوس امامهم ليستقووا بمرضهم وعقدتهم الكانية واخواتها !! .. هؤلاء الذين ما زالوا في كنف الخبر الواحد والمانشيت الاوحد حيث كانت اقلامهم لا تكتب سوى (استقبل الرئيس القائد ، قرر قائد الجمع المؤمن ، استقبل زعيم الامة التاريخي ، زار الرفيق المناضل … الخ) واتحدى صحفي كتب انتقادا لسياسة رئيس النظام السابق او احد اركان ورموز نظامه .. واليوم يرون ان الصحافة  تكتب وتنتقد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعلى أي شيء من باب حرية الرأي والتعبير التي كانت معدومة سابقا .
اتمنى من نقابة الصحفيين وفي مقدمتهم الزميل ابو ليث مؤيد اللامي ان يواصل دعم الصحفيين وخاصة الشباب وافساح المجال لاكثر الصحف لانها حالة صحية وتعبر عن عمق الثقافة العراقية وحبهم للكتابة وعن قوة القلم العراقي بعد ان ازيح عن كاهله القيود والدكتاتورية وعدم اعطاء فرصة لمرضى كان واخواتها من تحجيم عدد الصحفيين والتقليل من قدراتهم خاصة بعد القرارات الاخيرة التي اتخذتها النقابة بهذا الخصوص والتي قد تدلل خضوع النقابة لهذه القلة القليلة .

شاعر وصحفي
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب